responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أزمة الخلافة والإمامة وآثارها المعاصرة نویسنده : أسعد وحيد القاسم    جلد : 1  صفحه : 327


الجاهلية ، فيكون الناس جميعا " ( لا سيما من غفل وضلل ، وليس أناس ذلك الزمان فحسب بل كل من كان سيغفل ويضلل بعدهم وعلى مر العصور ) قد تميزت أمامهم معايير الحق من الباطل إلى الأبد ، فيحيى من حيي على بينة ، ويهلك من هلك على بينة . فثورة الحسين كانت لإنقاذ الإسلام ، ولم تكن محصورة الغاية بذلك الزمان . فثورة كهذه إذا نظرنا إليها بهذا البعد ، فإن ذكراها تستحق أن يغلب فيها الابتهاج والسرور أكثر من البكاء والعويل !
وهكذا كانت سيرة من تلا الحسين من الأئمة عليه السلام مرهونة بالظروف والمستجدات ، فتختلف استراتيجيتهم في العمل والتحرك على ضوئها ، فالأدوار تتنوع والهدف واحد .
ولأن غالبية هؤلاء الأئمة قد لاقوا التعذيب والقتل على أيدي الأنظمة القائمة ، فإنه وبمجئ آخرهم كان يعني استمرار هذا المسلسل الإجرامي بحقهم ، فكانت غيبة الإمام الثاني عشر تجسيدا " لانتصار الإرادة البشرية الرافضة للهداية الإلهية من جهة ، ومؤشرا " على تأجيل تنفيذ الخطة الإلهية إلى الوقت الذي يغير فيه الناس من نظراتهم ومواقفهم تجاه إمام زمانهم ، فيبحثوا عنه بصدق ، ويوالونه بمعرفة وإخلاص ، عندئذ يظهره الله سبحانه وتعالى تأييدا " لهم . وبهذا المعنى ، يكون الإمام المهدي هو الذي ينتظر الناس وليس العكس ! .
صراع الفرق والروايات من الخطأ الفاحش جعل الانتماء للفرقة أو المذهب المعيار الأساس في بحث مسائل الخلافة والإمامة ، لأن غالبية الفرق والمذاهب كانت إما من صنع الأنظمة القائمة ، أو ممن تأثر بها ، فهي بمبادئها وتعاليمها التي تعرف بها هذه الأيام لم تكن موجودة أصلا " عند تولد أزمة الخلافة والإمامة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، ولغاية تطورها واستفحالها في خلافة علي وبداية ملك معاوية .

327

نام کتاب : أزمة الخلافة والإمامة وآثارها المعاصرة نویسنده : أسعد وحيد القاسم    جلد : 1  صفحه : 327
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست