نام کتاب : أزمة الخلافة والإمامة وآثارها المعاصرة نویسنده : أسعد وحيد القاسم جلد : 1 صفحه : 320
للأسباب نفسها التي كان ( يخصى ) من أجلها العبيد في قصور الملوك أو حتى للأسباب التي تخصى من أجلها ذكور بعض البهائم للتدجين وقتل الشهوة الجنسية . أو لا يزال سائدا " أيضا " في بعض المناطق في بلاد العرب والمسلمين عادة قتل المرأة غير المحصنة لأقل شبهة أو إشاعة باقترافها الزنى ، ودون أي تأن للتحقق والنظر ، وبقاء الرجل المحصن المشهور باقترافه الفواحش كلها رافعا " رأسه ومحترما " بين الناس ؟ ! فهذه العقلية هي نفسها التي أيدت اجتهاد المتشددين بتحريم زواج المتعة ، وأبقت على هذا المنع حتى صار دينا " بعينه ! أضف لكل ذلك أنه ما لا يناسب عادات مجتمع ما وتقاليده ، لا يعني بالضرورة عدم ملاءمته لعادات المجتمعات الأخرى وتقاليدها ، والإسلام لم يأت لقوم دون آخرين ، وإنما هو صالح لكل زمان ومكان بكل ما تعني هذه الكلمات والتي حولها غالبية المسلمين إلى شعارات من دون معان . فالمشكلة الجنسية أصبحت هذه الأيام ، وأكثر من أي وقت مضى ، أكبر من أن يكبتها أي حض خلقي ، أو وعظ إرشادي ، أو حتى مرض الايدز الذي أصبح مرض العصر من دون منافس ! وما دامت الشهوة الجنسية هي مما فطر الخلق عليها ، فيستحيل كبتها ، ولا يجوز التباطؤ في التعامل معها ، وإنما يجب الإسراع بالاستجابة لمتطلباتها ضمن إطار نظام اجتماعي شامل . وقد اشتهر الفيلسوف الإنجليزي المعروف برتراند رسل بتبنيه لحل مطابق لزواج المتعة ، بعد أن رأى الانحطاط الذي وصلت إليه المجتمعات الغربية من جراء الإباحية المطلقة التي عولجت بها القضايا الجنسية وعلاقة الرجل مع المرأة هناك . فهو يرى ( أن سن الزواج قد تأخرت بغير اختيار وتدبير ، فإن الطالب كان يستوفي علومه قبل مئة سنة أو مئتين في نحو الثامنة عشرة أو
320
نام کتاب : أزمة الخلافة والإمامة وآثارها المعاصرة نویسنده : أسعد وحيد القاسم جلد : 1 صفحه : 320