responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أزمة الخلافة والإمامة وآثارها المعاصرة نویسنده : أسعد وحيد القاسم    جلد : 1  صفحه : 307


الإنسان المسلم يفقد وضوح الرؤية للأشياء ، ويبتعد عن إمكانيات التمييز الدقيق بين ما هو واقع الساحة فيما يمارسه من حياة ، وبين ما هو واقع الانتماء فيما يحمله من عقيدة وفكر ، وبذلك فقد أصبح فريسة سهلة لكل الدعوات الكافرة والضالة والمنحرفة التي استغلت هذا الجهل بالإسلام ، فعملت على تضليله ، وإرباك تصوره لمبادئه والإيحاء له بأن الكفر لا يبتعد عن الإسلام وأن الضلال قد يأخذ دور الهدى .
وقد ساهم هذا الجهل في تعقيد عملية الإصلاح ، لأن الصورة المشوهة التي يحملها الناس عن الإسلام فيما يفهمونه من عقائده وأحكامه ، أصبحت تحمل في داخلها ، معنى من القداسة ، التي تتحول فيها الأخطاء إلى مقدسات ، والأوهام إلى مبادئ ، مما يجعل من قضية المناقشة فيها ، فضلا " عن رفضها ، أمرا " يبلغ حد الكفر ، ويحمل معنى الانحراف ، وبذلك أصبح للذهنية الأمية التي يحملها العوام ، ضغط كبير على مسار الفكر الناقد لدى العلماء والمفكرين تحت ضغط الخوف من خسارة ثقة العامة . وهكذا بقيت الأوهام والأضاليل التي أفرزها واقع التخلف في حركة الذهنية العامة للإنسان واقعا " ثقافيا " ، إسلاميا " ، مقدسا " ، معترفا " به ) [1] .
وبما أنه لا بد وأن يكون لكل تشريع حكمة وغاية ، فإن تعطيل أي من تلك الأحكام المشرعة ، أو فهمها على غير صورتها الحقيقية ، أو تطبيقها على غير الطريقة التي أرادها الشارع المقدس ، فإن ذلك لا بد وأن يولد آثارا " سلبية تخل في النظام الإسلامي العام ، أو تجعل فيه فراغا " يتهيأ من خلاله فرص الإفساد والانحراف .
ونقدم فيما يلي أمثلة متنوعة وشواهد حية على هذا التخلف والجهل في فهم العديد من قضايانا الإسلامية المعاصرة وتطبيقها :



[1] محمد حسين فضل الله ، تأملات في الفكر السياسي الإسلامي ، ص 125 - 126 .

307

نام کتاب : أزمة الخلافة والإمامة وآثارها المعاصرة نویسنده : أسعد وحيد القاسم    جلد : 1  صفحه : 307
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست