نام کتاب : أزمة الخلافة والإمامة وآثارها المعاصرة نویسنده : أسعد وحيد القاسم جلد : 1 صفحه : 306
والمحرفة عن عقائد الإسلام ونظمه وأحكامه ، الأمر الذي حدث غالبا " عبر ما وضع من أحاديث ، وأدخل من إسرائيليات ، وتلوعب بتفسير الكتاب والسنة وتأويلها ، وزور من حقائق التاريخ ، فضلا " عن سيادة العادات والتقاليد البالية أكثرها وانتشار الأساطير والخرافات . فلا غرابة إذا بوجود مثل هذه الحالة من التخلف والجهل في أمة الإسلام هذه الأيام ، وهي كما يصفها الدكتور الترابي : ( وإذا كان الشأن في الإسلام أن يعمر الحياة بمعانيه ويغمرها بصوره وألا ينفك كذلك مواكبا " لتطورها الموصول ، فقد أصبح نصيبنا من الإسلام تدينا " تقليديا " متأخرا " عن تقدم حركة الحياة في الاعتقاد والفكر والعمل . فقد نضبت في مواقفنا العقدية معاني التوكل والإقدام التي تدعو لاقتحام كل تحد جديد وتسخيره واتخاذه مادة لعبادة الله الواحد ، وأصبح غاية أمرنا أن نحفظ بقية الدين لا نزيده ولا نجدده . . . والجنوح إلى السكون وإلى القعود عن التفاعل مع الكون والحياة ببواعث الدين هو علة تخلفنا الاقتصادي أيضا " ) [1] . ويذكر الدكتور الشيخ القرضاوي إحدى علل انحطاط المسلمين بقوله : ( أهملوا إلى حد كبير فروض الكفاية المتعلقة بمجموع الأمة كالتفوق العلمي ، والصناعي والحربي . . . ) [2] . وأما السيد فضل الله فيقدم شرحا " وتشخيصا " أوفى للعلل والأمراض بقوله : ( إذا درسنا وضع العالم الإسلامي فسنواجه وضعا " ثقافيا " متخلفا " على صعيد المعرفة الإسلامية فيما يتعلق بتفاصيل العقيدة ، وخطوط الشريعة ، ومناهج العمل ، وأساليب التحرك ، ووعي التحديات المضادة ، مما يجعل
[1] حسن الترابي ، تجديد الفكر الإسلامي ، ص 191 - 192 ، 195 . [2] يوسف القرضاوي ( صحوة الشباب الإسلامي ظاهرة صحية يجب ترشيدها لا مقاومتها ، الصحوة الإسلامية : رؤية نقدية من الداخل ، ص 49 ، نقلا " عن مجلة الأمة ، ع 1059 ، 1981 م .
306
نام کتاب : أزمة الخلافة والإمامة وآثارها المعاصرة نویسنده : أسعد وحيد القاسم جلد : 1 صفحه : 306