نام کتاب : أزمة الخلافة والإمامة وآثارها المعاصرة نویسنده : أسعد وحيد القاسم جلد : 1 صفحه : 263
وأما الوهابية ، فهي حركة ظهرت في القرن الثاني عشر الهجري على يد محمد بن عبد الوهاب ( 1115 - 1206 هجرية ) ، وعملت على إحياء ونشر الفكر السلفي لابن تيمية وتلميذه ابن القيم الجوزية في الجزيرة العربية ، والذي تسرب لاحقا " إلى بلاد إسلامية أخرى . وكان ابن عبد الوهاب أكثر حدة وتعصبا " من ابن تيمية ، حيث قام بتكفير عامة المسلمين ممن ليسوا على طريقته ، بدعوى الشرك وعدم إخلاص التوحيد لله ، ودعا إلى إزالة ما يرونه بدعا " بقوة السيف . ومن ذلك تهديمهم لآثار أهل البيت النبوي في مكة والمدينة . وقامت قبيلة آل سعود باستغلال هذا الفكر المتطرف فأعلنوا اعتناقهم لمذهب السلفية ، وشكلوا تحالفا " مع حركة ابن عبد الوهاب مما ساعدهم على احتلال معظم أجزاء الجزيرة العربية ، والتي أنشأوا فيها لاحقا " وبالتعاون مع بريطانيا ما يعرف اليوم باسم المملكة العربية السعودية . وبعد أن كانت هذه الحركة محصورة في بدايتها ضمن نطاق الجزيرة العربية ، إلا أنها أصبحت اليوم وبفضل إمكانيات الدولة السعودية تتمتع بامتدادات واسعة في مناطق عديدة من العالم الإسلامي . وبالرغم من أن الوهابيين يطرحون حركتهم كحركة إصلاحية ، إلا أن علماء المسلمين من أهل السنة قبل غيرهم قد تصدوا للرد على ابن عبد الوهاب وتفنيد عقائده وأفكاره ومن ضمنهم أخيه سليمان بن عبد الوهاب في كتابه ( الصواعق الإلهية ) . وفيما يلي نذكر عينات من أفكار شيخ الإسلام ابن تيمية وأقواله التي تعد الركن الأساس في فهم العقائد الإسلامية وطرحها على الطريقة السلفية والوهابية : ففي مجموعة رسائله ( الحموية ) في العقيدة يقول ابن تيمية : أن جميع النصوص تدل على أن الله فوق العرش في أعلى السماء ، وأنه يمكن الإشارة إلى جهته بالأصابع ، وأنه يرى يوم القيامة ، وأن الله يضحك ، وإذا أنكر أحد
263
نام کتاب : أزمة الخلافة والإمامة وآثارها المعاصرة نویسنده : أسعد وحيد القاسم جلد : 1 صفحه : 263