responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أزمة الخلافة والإمامة وآثارها المعاصرة نویسنده : أسعد وحيد القاسم    جلد : 1  صفحه : 262


وقد انشقت عن الأشاعرة فرقة الماتريدية وهي نسبة إلى أبي منصور الماتريدي السمرقندي المتوفى سنة 322 هجرية ، وكان أحد تلامذة الإمام أبو الحسن الأشعري . ولم تختلف مع الأشاعرة إلا باختلافات طفيفة كان فيها ميلا " نحو المعتزلة . وقد انقرضت هذه الفرقة مع الأيام .
5 - السلفية والوهابية :
فأما السلفية فهي حركة ظهرت في أواخر القرن السابع الهجري على يد أحمد بن تيمية كرد فعل على الإصلاحات العقلية التي أدخلها الإمام الأشعري على عقائد أهل الحديث ، واعتبر ابن تيمية ، والذي كان من فقهاء الحنابلة أن تلك الإصلاحات خروجا " عن السنة ، فعمل على إحياء عقائد أهل الحديث مستنكرا التأويلات التي قدمها الأشاعرة للأحاديث التي أخذت منها تلك العقائد .
وأطلق ابن تيمية على طريقته عنوان ( منهاج السلف الصالح ) ، فعرفت دعوته بالسلفية لأنه كان يدعو إلى العودة إلى سيرة السلف الصالح والتمسك بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم والتي - على رأيه - حاد عنها الأشاعرة والفرق الأخرى ، ولم يقف عند هذا الحد ، بل عمل على إظهار عقائد جديدة لم يناد بها ابن حنبل ولا أحد قبله ، كقوله بأن السفر لزيارة قبر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم والاحتفال بمولده الشريف والتبرك بآثاره والتوسل به وبأهل بيته وزيارة القبور بدعا " وشركا " ومخالفة لعقيدة التوحيد ، وأنكر كثيرا " من الفضائل الواردة في أهل البيت عليه السلام المروية في الصحاح والمسانيد . وبسبب هذه التعديلات والإضافات ، فقد عد ابن تيمية عند أتباعه مجددا " عظيما " ولقبوه بشيخ الإسلام .
ولكن دعوته على مستوى الأمة لم تلاق القبول وبقيت محصورة في مناطق محدودة من الشام ومصر ، وقد تصدى للرد عليه فقهاء ومحققو أهل السنة والفرق الأخرى ، وسجن في مصر لسنة ونصف لإدانته بالتجسيم والتشبيه ، ثم سجن ثانية في دمشق حيث أدركته المنية هناك عام 728 هجرية . وما لبثت دعوته أن خبت وضعفت بعد حقبة قصيرة من الزمن .

262

نام کتاب : أزمة الخلافة والإمامة وآثارها المعاصرة نویسنده : أسعد وحيد القاسم    جلد : 1  صفحه : 262
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست