responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أزمة الخلافة والإمامة وآثارها المعاصرة نویسنده : أسعد وحيد القاسم    جلد : 1  صفحه : 260


ثم أعلن الأشعري اعتناقه لعقائد أهل الحديث كمبدء جديد له حيث قال : ( قولنا الذي نقول به ، وديانتنا التي ندين بها : التمسك بكتاب ربنا عز وجل ، وسنة نبينا صلى الله عليه وآله وسلم وما روي عن الصحابة والتابعين وأئمة أهل الحديث ونحن بذلك معتصمون ، وبما كان يقول به أبو عبد الله أحمد بن حنبل قائلون ، ولمن خالف قوله مجانبون لأنه الإمام الفاضل والرئيس الكامل الذي أبان الله به الحق ، ودفع به الضلال ، وأوضح به المنهاج ، وقمع به المبتدعين وزيغ الزائغين ، وشك الشاكين ) [1] .
وقد أصبح للأشعري أتباع عندما أدخل على معتقدات فرقة أهل الحديث تعديلات وإصلاحات بإضافة العنصر العقلي في البرهان والإثبات ، ذلك أن أهل الحديث كانوا يحرمون الخوض في العقائد الإسلامية عن طريق تقديم الأدلة العقلية والبراهين الفلسفية ، ويكتفون بالمعاني الظاهرية للنصوص حتى لو خالفت المنطق والعقل ، وهم بذلك على عكس المنهج الاعتزالي الذي يعطي العقل الوزن الأكبر في إثبات العقائد ، وتأويل الآيات والروايات في حال مخالفة معانيها الظاهرية للمنطق العقلي .
وقد لاقت إصلاحات الأشعري قبول عامة الناس والسلطة الحاكمة حتى أصبح مذهب الأشاعرة المذهب الرسمي للدولة العباسية وطغى على المذاهب الاعتقادية الأخرى .
ومن أمثلة هذه الإصلاحات تنزيه الله سبحانه وتعالى عن كونه جسما " بالصورة التي يعتقدها أهل الحديث ، فبالرغم من أن الأشعري لم يؤول الآيات والأحاديث التي يقول ظاهرها بأن لله يدا " ورجلا " واستواء على العرش ، إلا أنه أضاف كلمة خاصة أخرجته من مغبة التجسيم والتشبيه وهي أن لله سبحانه هذه الصفات لكن بلا تشبيه ولا تكييف ، وقال : النزول صفة من صفاته ،



[1] جعفر السبحاني ، بحوث في الملل والنحل ، ج 1 ص 170 - 71 .

260

نام کتاب : أزمة الخلافة والإمامة وآثارها المعاصرة نویسنده : أسعد وحيد القاسم    جلد : 1  صفحه : 260
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست