نام کتاب : أزمة الخلافة والإمامة وآثارها المعاصرة نویسنده : أسعد وحيد القاسم جلد : 1 صفحه : 257
وقد انقسمت الجبرية إلى قسمين : متوسطة وهي التي تثبت للعبد كسبا " في الفعل كالأشعرية ، وخالصة لا تثبت للعبد أي فعل كالجهمية والنجارية والضرارية ، وبهذا يلزمهم نفي التكليف الذي أوجبه الشرع [1] . 3 - أهل الحديث : وتشكلت هذه الفرقة أساسا " من الذين عملوا على جمع الأحاديث تدوينها في القرن الثاني الهجري ، وبنوا عقائدهم وأحكامهم بالاعتماد الكلي على ظواهر الآيات والروايات التي رواها الصحابة والتابعون الأوائل عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ويحرمون تأويلها ، فكثر فيهم من يقولون بأن الله جسم ينتقل ويحرك أعضاءه كاليد والرجل والوجه . وهم يحرمون المناظرات الكلامية أو المناقشات الفلسفية المتعلقة مثلا " بالقضاء والقدر أو التطرق بالحديث عن خلافات الصحابة ومواقع كالجمل وصفين وكربلاء . وهم بذلك عملوا على إعدام العقل في مجال التعامل مع الأحاديث والعقائد المأخوذة منها ، أو أي قضية حصل حولها الجدال . وقد كانت فرقة أهل الحديث تمثل الغالبية العظمى لأهل السنة زمن الأمويين وبداية العصر العباسي ، وكانت على أقسام حسب درجة تعامل أصحابها مع الأحاديث لا سيما فيما يتعلق بتحقيق الأسانيد والرواة ، فكان منهم ممن عرفوا بلقب ( الحشوية ) لأنهم كانوا يحشون الروايات التي لا أصل لها ويقبلونها على علاتها دون أي تحقيق . وكان الإمام أحمد بن حنبل ( 160 - 241 هجرية ) أشهر رجال الحديث المحققين حيث عمل على تنظيم الأحاديث المروية وتوحيد العقائد ( السنية ) ، والتي يمكن إجمال أهمها في النقاط التالية حسب ما جاء في رسالة له [2] :
[1] شريف الأمين ، معجم الفرق الإسلامية ، ص 81 . [2] أحمد حنبل ، السنة ، ص 44 - 50 ( بتصرف ) .
257
نام کتاب : أزمة الخلافة والإمامة وآثارها المعاصرة نویسنده : أسعد وحيد القاسم جلد : 1 صفحه : 257