نام کتاب : أزمة الخلافة والإمامة وآثارها المعاصرة نویسنده : أسعد وحيد القاسم جلد : 1 صفحه : 255
فلسفية ) وذلك من جراء الحوادث التي ألمت بالأمة ابتدأ بمقتل عثمان ومعارك الجمل وصفين وقتل المعارضين لبني أمية وغيرها ، حيث كانت تدور المجادلات في مسائل المصير الأخروي لمرتكب الكبيرة والقضاء والقدر كالمعركة التي حصلت مثلا في صفين ، هل كانت بقضاء الله وإرادته المفروضة على الناس أم كانت بفعل الذين شاركوا فيها وبكامل اختيارهم ، وما هو حكم قادتها والمسلمين الذين ذهبوا ضحيتها . وقد كانت تتشكل المذاهب العقائدية تبعا " لآراء أصحابها تجاه هذه المسائل . ومن هذه الفرق التي حسبت تاريخيا " من تشعبات أهل السنة ما يلي : 1 - المرجئة : وهم الذين قالوا لا يضر مع الإيمان معصية ، كما لا ينفع مع الكفر طاعة ، ويرون تقديم الإيمان وإرجاء العمل . ويقولون أن المعرفة والاعتقاد القلبي كافيان للفوز بالجنة والسعادة الأخروية ، حتى لو لم يصلوا ويصوموا [1] . وأول ما أطلق هذا الاسم على الذين اجتمعوا مع معاوية بعد مقتل الإمام علي عليه السلام ، وسموا المرجئة لأنهم والوا المتنازعين جميعا " في الجمل وصفين ، وقالوا : أن أهل القبلة كلهم مؤمنون بإقرارهم الظاهر بالإيمان ، ورجوا لهم جميعا " المغفرة [2] . ويرى المؤرخون أن هذه الفرقة نشأت أساسا " بإيعاز ودعم من الحكم الأموي ، فحكمت بمشروعية حكمهم ، وتركت الحكم فيما اقترفوه من الأحداث الجسام إلى الله تعالى ، فهو الذي يحكم بين عباده بالحق يوم القيامة ، والمسلم يكفي أن يكون مسلما " ، وليس لأحد أن يخوض في أعمالهم أو يحكم عليهم بشئ من عنده [3] .
[1] شريف الأمين ، معجم الفرق الإسلامية ، ص 219 . [2] المصدر نفسه ، ص 221 . [3] باقر شريف القرشي ، موسوعة الإمام الصادق ، ج 7 ص 212 .
255
نام کتاب : أزمة الخلافة والإمامة وآثارها المعاصرة نویسنده : أسعد وحيد القاسم جلد : 1 صفحه : 255