نام کتاب : أزمة الخلافة والإمامة وآثارها المعاصرة نویسنده : أسعد وحيد القاسم جلد : 1 صفحه : 249
انقراض الغالبية العظمى لهذه الفرق ، فإن الأمة لا زالت تدفع الثمن الغالي من جراء التنازع وسوء الظن بين ما تبقى من تلك الفرق . وفي فترات سابقة وصل التعصب بين بعض أتباع المذاهب الأربعة - على سبيل المثال - حد التكفير ، فهذا محمد بن موسى الحنفي قاضي دمشق المتوفى سنة 506 ه يقول : ( لو كان لي من الأمر شيئا " لأخذت على الشافعية الجزية ) . وسئل أحد متعصبي الشافعية عن حكم طعام وقعت فيه قطرة نبيذ ، فقال : يرمى لكلب أو حنفي ) [1] ! ويروي الشيخ محمد الغزالي في أحد كتبه أنه عاش الزمن الذي كان يدخل المسجد تقام فيه أربع جماعات منفصلة للصلاة حسب المذاهب الأربعة . ووصل الأمر إلى مجال التراشق بوضع الأحاديث على لسان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم - من ذلك قول الأحناف : ( سيكون في أمتي رجل يقال له أبو حنيفة هو سراج أمتي ) ، ووضع الشافعية قولا " نسبوه إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( عالم قريش يملأ طباق الأرض علما " ) يقصدون بذلك محمد بن إدريس الشافعي - فرد عليهم الأحناف بحديث : ( سيكون في أمتي رجل يقال له محمد بن إدريس أضر على أمتي من إبليس ) [2] . ومن أمثلة هذا التعصب في زماننا نكتفي بالفتوى المؤرخة في 12 / 2 / 1412 ه والتي أصدرها الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين عضو مجلس الإفتاء السعودي في تحريم أكل ذبائح الشيعة لأنهم برأيه مشركون ومرتدون ويستحقون بذلك القتل ؟ ! . وأمام هذا التعصب المذهبي الأعمى من جهة ، وتلك النزاعات وأحيانا " الحروب بين المسلمين أنفسهم والمشحونة بالأهواء والنعرات الجاهلية من
[1] أسد حيدر ، الإمام الصادق والمذاهب الأربعة ، ج 1 ص 190 . [2] المصدر نفسه .
249
نام کتاب : أزمة الخلافة والإمامة وآثارها المعاصرة نویسنده : أسعد وحيد القاسم جلد : 1 صفحه : 249