نام کتاب : أزمة الخلافة والإمامة وآثارها المعاصرة نویسنده : أسعد وحيد القاسم جلد : 1 صفحه : 245
وأخيرا " ، نذكر مثال ابن حجر المكي في دفاعه عن معاوية اضطر إلى الطعن ، بكمال خلق النبي صلى الله عليه وآله وسلم ورشده . حيث وجدنا ابن حجر يقول في محاولته تبرير دعاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم على معاوية ( لا أشبع الله بطنه ) : ( ولا نقص على معاوية في هذا الحديث أصلا " . . . [ ثم قدم أعذارا " محتملة لمعاوية ] وعند هذه الاحتمالات اللائقة بكمال معاوية وفقهه ومكانته ، يتعين أن يكون هذا الدعاء عليه هو وليس له بأهل ، فيكون له زكاة وأجرا " ورحمة ، كما قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : اللهم إني أغضب كما يغضب البشر فمن سببته أو لعنته أو دعوت عليه وليس هو أهلا " لذلك فاجعل اللهم ذلك له زكاة وأجرا " ورحمة . . . فهذا الحديث من مناقب معاوية الجليلة لأنه بان بما قررته إنه دعاء لمعاوية لا عليه ) [1] . خطورة الشبهة والافتراء وتفنيدهما : أوليس في كل هذه الروايات وغيرها كثير والتي تطعن بعصمة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وكمال خلقه وعلمه ما فيه فتحا " واسعا " للطعن والسخرية برسالة الإسلام ونبيها ؟ فأي دين هذا إذا كان نبيه ومبلغه يتصف بمثل هذه الصفات ، وبه مثل ذلك الضعف أمام السحر والغرائز ، بل حتى نسيانه آيات الكتاب ، وغفلته ونومه عن أداء الفرائض . . . فلم يعد الأمر متعلقا " بمجرد ( خطأ ) النبي بأمور الدنيا ، لأن حفظ آيات الكتاب وأداء الفرائض ليست من أمور الدنيا على حسب تصنيف من جعلوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم معصوما " بأمور الدين وتبليغه ليس إلا ! . والأدهى من ذلك كله ، تصحيح عمر له في أكثر من موقف ، حتى أصبح الخليفة وكأنه أعلم وأبعد نظرا " من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والعياذ بالله . فكيف لنا أن نقبل بتصديق تلك الإلهامات المزعومة لشخص أفنى شبابه وغالبية عمره في
[1] ابن حجر العيثمي المكي ، تطهير الجنان واللسان ، ص 29 - 30 .
245
نام کتاب : أزمة الخلافة والإمامة وآثارها المعاصرة نویسنده : أسعد وحيد القاسم جلد : 1 صفحه : 245