responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أزمة الخلافة والإمامة وآثارها المعاصرة نویسنده : أسعد وحيد القاسم    جلد : 1  صفحه : 179


ذلك أنه وعند وفاة والده الإمام الحسن العسكري عليه السلام ، فقد اقتضت الحكمة الإلهية تغييبه عن العيون وحفظه لحين ظهوره على الملأ في موعد مستقبلي يختاره الله سبحانه وتعالى ، تكون الظروف فيه مؤاتية لإعلان دعوته وقيادة الأمة نحو النصر النهائي لرسالة الإسلام مصداقا " للوعد الإلهي : ( ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون ) [ الأنبياء / 105 ] وقوله تعالى : ( ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون ، هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون ) [ التوبة / 32 - 33 ] ، وقوله تعالى : ( ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ) [ القصص / 5 ] .
وقد انتقلت الإمامة إليه عند وفاة والده وكان له من العمر خمس سنوات شأنه في ذلك شأن النبي يحيى عليه السلام الذي تسلم مقاليد النبوة والحكم وهو صبي : ( يا يحيى خذ الكتاب بقوة وآتيناه الحكم صبيا " ) [ مريم / 12 ] ، وهذا أقل إعجازا " من تسلم نبي الله عيسى عليه السلام النبوة وهو لا يزال رضيعا " : ( فأشارت إليه قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا " ، قال إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا " ) [ مريم / 29 - 30 ] .
وما يثبت هوية الإمام محمد المهدي من السنة النبوية قول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم : ( لا تذهب الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي ) [1] .
ومن قول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أيضا ما يوضح مهمته : ( تقوم الساعة حتى تملأ الأرض ظلما " وجورا " وعدوانا " ثم يخرج من أهل بيتي من يملأها قسطا " وعدلا " كما ملئت ظلما " وعدوانا " [2] ، وقوله صلى الله عليه وآله وسلم : ( لو لم يبق من الدنيا إلا



[1] صحيح الترمذي ج 9 ص 74 ، مسند أحمد ج 1 ص 376 .
[2] المستدرك للحاكم ج 4 ص 557 ، مسند أحمد ج 3 ص 36 .

179

نام کتاب : أزمة الخلافة والإمامة وآثارها المعاصرة نویسنده : أسعد وحيد القاسم    جلد : 1  صفحه : 179
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست