responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أزمة الخلافة والإمامة وآثارها المعاصرة نویسنده : أسعد وحيد القاسم    جلد : 1  صفحه : 149


وأما معاوية ، فقد كان تنبأ الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ببغيه وعدوانه على إمام زمانه من المسلمات التاريخية . فعن خالد العرني قال : دخلت أنا وأبو سعيد الخدري على حذيفة فقلنا : يا أبا عبد الله حدثنا ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الفتنة . قال حذيفة : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : دوروا مع الكتاب الله حيث ما دار . فقلنا : فإذا اختلف الناس ، فمع من نكون ؟ فقال : أنظروا الفئة التي فيها ابن سمية [ يعني عمار بن ياسر ] فالزموها ، فإنه يدور مع كتاب الله . . . ثم قال حذيفة : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : يقول لعمار : يا أبا اليقظان لن تموت حتى تقتلك الفئة الباغية ، عن الطريق [1] . وفي صحيح البخاري ، كان قوله صلى الله عليه وآله وسلم : ( ويح عمار ، تقتله الفئة الباغية عمار يدعوهم إلى الله ، ويدعونه إلى النار ) [2] .
وقد صدقت نبوءة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم هذه عندما استشهد عمار في موقعة صفين وهو يقاتل الأمويين تحت راية الإمام علي عليه السلام فهل بعد هذا القول من ريب حول معاوية ومصيره ، فكلمات النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا تحتمل أي معان أخر ، فعمار ومن معه طريقهم إلى الله ، وأعداؤهم البغاة الخارجين عن طاعة إمام زمانهم طريقهم إلى النار .
ولم يكتف معاوية بالتمرد على الإمام ، بل نصب نفسه خليفة خلال عهد خلافة علي ، وقد بايعه أهل الشام على ذلك ، ثم هاجم مصر واقتطعها من خلافة الإمام ، كما هاجم مناطق أخرى عديدة في الجزيرة العربية وغرب العراق ، ويقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم في هذا النوع من التجرؤ : ( إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الآخر منهما ) [3] .



[1] المصدر السابق ، كتاب الوضوء ، باب حب النبي صلى الله عليه وآله وسلم وضوءه على المغمى عليه ، ج 1 ص 133 .
[2] مستدرك الحاكم ، ج 2 ص 148 .
[3] صحيح البخاري ، كتاب الجهاد ، باب مسح الغبار عن الرأس ، ج 4 ص 52 .

149

نام کتاب : أزمة الخلافة والإمامة وآثارها المعاصرة نویسنده : أسعد وحيد القاسم    جلد : 1  صفحه : 149
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست