responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أزمة الخلافة والإمامة وآثارها المعاصرة نویسنده : أسعد وحيد القاسم    جلد : 1  صفحه : 123


عليا " عليه السلام ونال منه ، ونال كذلك من الحسن عليه السلام إلى قوله : ألا وإن كل شئ ( عهد ) أعطيته الحسن تحت قدمي هاتين لا أفي به ) [1] .
فقام الإمام الحسن عليه السلام وخطب خطبة مطولة رد فيها على معاوية بقوله : ( أيها الناس إن الله هداكم بأولنا ، وحقن دماءكم بآخرنا ، وإن لهذا الأمر مدة ، والدنيا دول . . . وإن معاوية زعم لكم أني رأيته للخلافة أهلا " ، ولم أر نفسي لها أهلا " ، فكذب معاوية . نحن أولى الناس بالناس في كتاب الله ( عز وجل ) وعلى لسان نبيه ، ولم نزل - أهل البيت - مظلومين منذ قبض الله نبيه ، فالله بيننا وبين من ظلمنا ، وتوثب على رقابنا ، وحمل الناس علينا ، ومنعنا سهمنا من الفئ ، ومنع أمنا ما جعل لها رسول الله ، وأقسم بالله لو أن الناس بايعوا أبي ، حين فارقهم رسول لأعطتهم السماء قطرها ، والأرض بركتها ، ولما طمعت فيها يا معاوية . . . فلما خرجت ( الخلافة ) من معدنها ، تنازعتها قريش بينها ، فطمع فيها الطلقاء وأبناء الطلقاء ، أنت وأصحابك . وقد قال رسول الله : ما ولت أمة أمرها رجلا " وفيهم من هو أعلم منه ، إلا لم يزل أمرهم يذهب سفالا " حتى يرجعوا إلى ما تركوا ( يقصد الجاهلية ) . ثم دار بوجهه إلى معاوية قائلا " : أيها الذاكر عليا " ، أنا الحسن وأبي علي ، وأنت معاوية وأبوك صخر ، وأمي فاطمة وأمك هند ، وجدي رسول الله وجدك عتبة بن ربيعة ، وجدتي خديجة وجدتك فتيلة . فلعن الله أخملنا ذكرا " وألأمنا حسبا " وشرنا قديما " وحديثا " وأقدمنا كفرا " ونفاقا " ) [2] .
ولم يمكث الإمام الحسن عليه السلام في الكوفة بعد الصلح سوى أيام معدودات ، حيث اتجه إلى المدينة واستقر فيها . ويروي المؤرخون أن الله ( سبحانه وتعالى ) صب على الكوفة بعد خروج آل محمد منها الطاعون الجارف عقوبة عاجلة لها بسبب موقف أهلها المتخاذل من هؤلاء البررة



[1] تاريخ ابن كثير ج 8 ص 131 ، مقاتل الطالبيين للأصفهاني ص 70 .
[2] راضي آل ياسين ، صلح الحسن ، ص 287 .

123

نام کتاب : أزمة الخلافة والإمامة وآثارها المعاصرة نویسنده : أسعد وحيد القاسم    جلد : 1  صفحه : 123
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست