نام کتاب : أزمة الخلافة والإمامة وآثارها المعاصرة نویسنده : أسعد وحيد القاسم جلد : 1 صفحه : 103
مما كتب في ذلك الكتاب الاحتجاجي والذي قام عمار بتقديمه إلى الخليفة . فقال مروان : يا أمير المؤمنين ، إن هذا العبد الأسود قد جرأ عليك الناس ، وإنك إن قتلته نكلت به من ورائه . فقال عثمان لغلمانه : اضربوه ! فضربوه وضربه عثمان معهم حتى فتقوا بطنه وغشي عليه ، فجروه حتى طرحوه على باب الدار ، فأمرت به أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم فأدخل منزلها ، وغضب له بنو المغيرة وكان حليفهم ، وغضب له أيضا " علي عليه السلام وكبار الصحابة ، حتى أن عليا " قال لعثمان : ( . . . فأنا أقول كما قال العبد الصالح ( فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون ) [ يوسف / 18 ] . . إلى آخر الرواية ) [1] . وغضبت له عائشة أيضا " ، فكانت تحمل قميص النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتقول : ( هذا قميص النبي لم يبل وقد أبليت سنته ) إلى أن قالت : ( اقتلوا نعثلا " فقد كفر ) [2] . كيف كان مقتل الخليفة ؟ مع كل تلك الممارسات التي قام بها عثمان وأقاربه بانتهاك كل الشرائع والسنن ، فقد كان فضلاء الصحابة يحاولون نصح الخليفة ، ولكن دون جدوى ، وكانت تأتيه الوفود من الأقاليم تحمل معها رسائل احتجاج ومطالبات معينة ، فكانت ترفض بشدة في كل مرة ، ولا يعطي الخليفة لها أية قيمة أو انتباه . فلم يكن مستغربا " بعد كل ذلك أن تثور ثورة الثائرين ، والذين تزعم حركتهم أناس من مصر ، والكوفة ، والبصرة ، حيث تبادلوا الاتصالات فيما بينهم سرا " ، حتى توجهوا بعدد يزيد على الألفين ، وحاصروا الخليفة لمدة أربعين يوما ، وطالبوا بعزله . إلا أن عثمان رفض التفاوض معهم . وعند
[1] ابن قتيبة الدينوري ، الإمامة والسياسة ج 1 ص 50 - 51 . [2] تاريخ الطبري ج 5 ص 172 ، تاريخ ابن الأثير ، ابن سعد : الطبقات الكبرى 3 / 66 .
103
نام کتاب : أزمة الخلافة والإمامة وآثارها المعاصرة نویسنده : أسعد وحيد القاسم جلد : 1 صفحه : 103