نام کتاب : أخيرا أشرقت الروح نویسنده : لمياء حمادة جلد : 1 صفحه : 97
وترضعه في كل مرة حتى يصبح ابن أخت أم المؤمنين ، فتستبيح عائشة مقابلته بعدما كان حرام عليها . ولعل هذا هو الذي رغب الناس فيها . فتسابقوا إليها وأحبوا الدخول عليها وأطروها وعظموها حتى أنزلوها منزلة يقصر عنها عظماء الصحابة ، فقالوا بأن عندها نصف الدين ، فمن من الرجال - وخصوصا في ذلك العصر - لا يحب التقرب إلى أم المؤمنين زوجة الرسول وابنة أبي بكر وبنات أخيها ؟ إنها روايات مخزية تنسب إلى أعظم شخص عرفه تاريخ البشرية ، وانظر أيها القارئ - إلى الرواية - كيف تستنكر سهيلة على رسول الله صلى الله عليه وآله عندما قال لها ارضعيه ، قالت : وكيف أرضعه وهو رجل ذو لحية ، قالت فضحك رسول الله صلى الله عليه وآله وقال : قد علمت أنه رجل كبير [1] . وانظر أيضا أن الرواي لهذه القصة تهيب أن يحدث بها . قال ابن رافع بعد رواية الحديث : فمكثت سنة أو قريبا منها لا أحدث به ، فهبته ثم لقيت القاسم فقلت له : لقد حدثتني حديثا ما حدثته بعد ، قال : فما هو ؟ فأخبرته : فقال : فحدثه عني ، إن عائشة أخبرتنيه [2] . ولعل أم المؤمنين عائشة كانت تنفرد بهذا الحديث ولذلك أنكر عليها أزواج النبي سائر أمهات المؤمنين وقلن : لا والله لا يدخل علينا بهذه الرضاعة أحد من الناس كما تقدم ، وأعتقد أن قولهن : ما نرى الذي أمر به رسول الله صلى الله عليه وآله سهلة إلا رخصة في رضاعة سالم وحده ، هذا القول زيادة من المحدثين لأنهم استفظعوا أن يكذب سائر أزواج النبي عائشة ويستنكرون عليها مثل هذا الحديث .
[1] صحيح مسلم : ج 4 / ص 168 ( باب رضاعة الكبير ) . [2] صحيح مسلم : ج 4 / ص 169 ( باب رضاعة الكبير ) .
97
نام کتاب : أخيرا أشرقت الروح نویسنده : لمياء حمادة جلد : 1 صفحه : 97