نام کتاب : أخيرا أشرقت الروح نویسنده : لمياء حمادة جلد : 1 صفحه : 50
صدقت يا رسول الله ، إنما أهجر اسمك ! . وقد أساءت عائشة إلى رسول الله صلى الله عليه وآله كثيرا ، وجرعته الغصص ، ولكن النبي صلى الله عليه وآله رؤوف رحيم ، وأخلاقه عالية وصبره عميق ، فكان كثيرا ما يقول لها ( ألبسك شيطانك يا عائشة ) ، وكثيرا ما كان يأسى لتهديد الله لها ولحفصة بنت عمر ، وكم من مرة ينزل القرآن بسببها ، فقد قال تعالى لها ولحفصة ( إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما ) ، أي إنها زاغت عن الحق وانحرفت ، وقوله : ( إن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح الملائكة بعد ذلك ظهيرا ) وهو تهديد صريح من رب العزة لها ولحفصة التي كانت كثيرا ما تنصاع لها وتعمل بأوامرها . وقال الله لهما : ( عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن مسلمات مؤمنات ) ، وهذه الآيات ( كما ذكرنا ) نزلت في عائشة وحفصة بشهادة عمر بن الخطاب كما جاء في البخاري ، فدلت هذه الآية لوحدها على وجود نساء مؤمنات في المسلمين خير من عائشة . ومرة بعثها رسول الله صلى الله عليه وآله لما أراد أن يخطب لنفسه شراف أخت دحية الكلبي ، وطلب من عائشة أن تذهب وتنظر إليها ، ولما رجعت كانت الغيرة قد أكلت قلبها فسألها رسول الله صلى الله عليه وآله : ما رأيت يا عائشة ؟ فقالت : ما رأيت طائلا ، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله : لقد رأيت طائلا ، لقد رأيت خالا بخدها اقشعرت منه كل شعرة منك ، فقالت : يا رسول الله ما دونك سر ، ومن يستطيع أن يكتمك [1] . وعن فاطمة الخزاعية قالت : سمعت عائشة تقول يوما : دخل علي رسول الله يوما ، فقلت : أين كنت منذ اليوم ؟ فقال : يا حميراء ، كنت