نام کتاب : أخيرا أشرقت الروح نویسنده : لمياء حمادة جلد : 1 صفحه : 48
فهلا عدلت ، فسمعني أبو بكر وكان فيه عرب أي حدة فأقبل علي ولطم وجهي . فقال صلى الله عليه وآله : مهلا يا أبا بكر ، فقال : يا رسول الله ، أو لم تسمع ما قالت ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : إن الغيران لا تبصر أسفل الوادي من أعلاه [1] . ومرة غضبت عنده فقالت له : إعدل وكان أبوها حاضرا فضربها حتى سال دمها [2] . وبلغ بها الأمر من كثرة الغيرة أن تكذب على أسماء بنت النعمان لما زفت عروسا للنبي صلى الله عليه وآله : فقالت لها : إن النبي صلى الله عليه وآله ليعجبه من المرأة إذا دخل عليها أن تقول له أعوذ بالله منك ، وغرضها من وراء ذلك هو تطليق تلك المرأة البريئة الساذجة ، والتي كانت أجمل أهل زمانها وأشبه ، وقالت عائشة في ذلك : فلما جعل رسول الله صلى الله عليه وآله يتزوج العزائب قلت : قد وضع يده في العزائب ، وهن يوشكن أن يصرفن وجهه عنا ، وكان قد خطبها - حين وفدت كندة عليه - إلى أبيها ، فلما رآها نساء النبي صلى الله عليه وآله حسدنها ، فقالت لها عائشة : إن أردت أن تحظي عنده فتعوذي بالله منه إذا دخل عليك ، فلما دخل وألقى الستر ، مد يده إليها ، فقالت : أعوذ بالله منك ، فقال : أمن عائذ الله ، إلحقي بأهلك . فطلقها الرسول بسبب هذه المقالة [3] . وقد بلغ من سوء أدبها مع حضرة الرسول صلى الله عليه وآله أنه كان يصلي وهي باسطة رجليها في قبلته ، فإذا سجد غمزها فقبضت رجليها ، وإذا
[1] أخرجه الحافظ أبو القاسم الدمشقي . [2] كنز العمال : ج 7 ، إحياء العلوم للغزالي . [3] طبقات ابن سعد : ج 8 ، الإصابة لابن حجر : ج 4 ، تاريخ اليعقوبي : ج 2 .
48
نام کتاب : أخيرا أشرقت الروح نویسنده : لمياء حمادة جلد : 1 صفحه : 48