نام کتاب : أخيرا أشرقت الروح نویسنده : لمياء حمادة جلد : 1 صفحه : 124
بالرجال مكتفين أمرت بضرب أعناقهم صبرا ، وكأنها لم تسمع قول النبي صلى الله عليه وآله : ( سباب المسلم فسوق وقتاله كفر ) . ودعنا من الحروب والفتن التي أشعلت نارها أم المؤمنين وأهلكت بها الحرث والنسل ، وهيا بنا إلى تأولها هي الأخرى والقول برأيها في دين الله ، وإذا كان مجرد الصحابي له رأي وقوله حجة فكيف بمن يؤخذ نصف الدين عنها ؟ ! . أخرج البخاري في صحيحه من أبواب التقصير عن الزهري عن عروة عن عائشة ( رض ) قالت : الصلاة أول ما فرضت ركعتان فأقرت صلاة السفر وأتمت صلاة الحضر . قال الزهري : فقلت لعروة : ما بال عائشة تتم ؟ قال : تأولت ما تأول عثمان [1] . أفلا تعجب كيف تترك أم المؤمنين زوجة النبي صلى الله عليه وآله سنة رسول الله صلى الله عليه وآله التي روتها بنفسها وصححتها ، ثم تتبع بدعة عثمان بن عفان والتي كانت تحرض على قتله بدعوى أنه غير سنة النبي وأبلاها قبل أن يبلى قميصه ؟ ! . نعم ، ذلك ما وقع في عهد عثمان ، ولكنها غيرت رأيها في عهد معاوية بن أبي سفيان ، وما أسرع أن تغير أم المؤمنين رأيها ، لقد حرضت على قتل عثمان ولكنها لما عرفت بأنهم قتلوه وبايعوا عليا غيرت رأيها وبكت على عثمان بكاء شديدا وخرجت للطلب بدمه هي أيضا . والمفهوم من الرواية أنها أتمت صلاة السفر وجعلتها أربع ركعات بدلا من ركعتين في زمن معاوية الذي كان حريصا على إحياء بدع ابن
[1] صحيح البخاري : ج 8 / ص 91 . وصحيح مسلم في كتاب الإيمان .
124
نام کتاب : أخيرا أشرقت الروح نویسنده : لمياء حمادة جلد : 1 صفحه : 124