نام کتاب : ابتلاءات الأمم نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 98
على أمور في التوحيد لا يصح إسنادها إلى الله تعالى . كالتجسيم والحلول في المكان ونحو ذلك ، ونسب ما لا يجوز العقل نسبته إلى الأنبياء الكرام من أنواع الكفر والفجور والزلات ، وهذا المنهج إذا اختلط بعقيدة سماوية أفسد ما بقي منها ، ويقول د . جوستاف لوبون عن عقيدة اليهود : في وادي الفرات وفي مصر نشأت ديانة بني إسرائيل . أو على الأصح مختلف العبادات التي مارسها بنو إسرائيل ، وذلك بين إقامتهم بفلسطين وعودتهم من السبي ، حتى أن أسماء آلهتهم تدل على أصلها ، وليست الآلهة الكبرى الشهوانية عشتروت التي كان العبريون يعبدونها . إلا زهراء فينوس بابل عشتار . . وحتى في دور السبي كان شعب إسرائيل قد بلغ من الغرق في الاشراك . ما كان يتعذر معه عزيمة ملك أو خطب نبي تخليصه منه . . ودام دين اليهود القائل بتعدد الآلهة بعباداته الكثيرة وطقوسه المتنوعة وأساطيره المتكاتفة [1] . وقال د . جوستاف لوبون عن عقيدة اليهود بعد دور السبي : لم يعبد بنو إسرائيل إلها يمكن أن يكون رب الأمم الأخرى ، ثم يصل د . لوبون إلى نتيجة مفادها : لم تكن الديانة اليهودية في كل زمن . مطابقة لما نسميه اليوم باليهودية . ولا شبه بين إله اليهود الراهن وإله سيناء يهوه . فبنو إسرائيل كانوا يعبدون ألوهيمات في أثناء حياتهم البدوية التي قضتها أجيالهم الأولى . ولذلك لا ينبغي أن يطلب من هذا الشعب البسيط تعريف وثيق لموضوع عبادته [2] . أما ما نسبوه إلى الأنبياء الكرام من أنواع الكفر والفجور ، فكان الهدف منه تبرير أخطاء المسيرة ، بمعنى أنهم إذا أجازوا على الأنبياء الوقوع في الزلات ، تلتمس الأعذار لمن دونهم إذا وقعوا فيها أو في
[1] اليهود في الحضارات الأولى / جوستاف لويون ص 58 وما بعدها . [2] المصدر السابق ص 62 وما بعدها .
98
نام کتاب : ابتلاءات الأمم نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 98