نام کتاب : ابتلاءات الأمم نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 95
3 - [ فتنة التأويل والتحريف ] لا شك في أن تحريف الأصول السماوية عمود أساسي يقوم عليه فساد الدين الفطري ، وهذا الفساد يهدد الإنسانية بالانهدام ، لأن الفرد الذي يفسد دينه الفطري لا تتعادل قواه الحسية الداخلية . فيتبع القوى الخارجية التي تنسجم مع هواه وباتباعه لها يقوى جانبها في الصد عن سبيل الله ، وتحريف المسيرة الإسرائيلية للكتاب ونسيانهم حظا من الدين وكذبهم على الله بواسطة القصص التي قصوها على الشعب ، كل ذلك لا شك فيه واعترف به العهد القديم وعلماء الكتاب المقدس وأخبر به القرآن الكريم . والتحريف كان لهدف . وهدفه ما استقر عليه القوم فيما يتعلق بشعب الله المختار ، ففي اتجاه هذا الهدف أولوا ما ورد في النبي الخاتم ( ص ) من بشارات . ومن قبل أولوا ما ورد في المسيح ابن مريم عليه السلام . وقالوا : إن المسيح الموعود لم يجئ بعد وهم ينتظرون قدومه إلى اليوم ، ليحكموا به الشعوب ويعود به ملك داوود عنوان ووعاء عهد الله لإبراهيم ، ونظرا لأن الجرائم والآثام تحيط بالمسيرة الإسرائيلية . فإن التحريف رفع عن المسيرة هذا الحرج فنسبوا إلى الأنبياء ما لا يجوز في حقهم ، فالأنبياء عندهم أول من سن عبادة العجول وأول من سن إقامة التماثيل وعبادة آلهة الأمم ! وعلى هذه القاعدة فبما أنه لا يمكن أن تخرج نبيا من الأنبياء من تحت سقف الأنبياء . لارتكابه معصية بهذا الحجم . فكذلك لا يمكن أن تخرج الشعب من تحت سقف شعب الله المختار . لاتباعه ما سنه الأنبياء ولارتكابه الجرائم والمعاصي ، وبالجملة : كان التحريف من أجل رفع حرج وقعت فيه المسيرة على امتداد تاريخها ، وكان من أجل هدف التقطته المسيرة من ديار العالم الخارجي . ثم أضفت عليه بعض المعالم
95
نام کتاب : ابتلاءات الأمم نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 95