نام کتاب : ابتلاءات الأمم نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 89
مع أمه يحيط به حريم الأبقار [1] . فالبقرة ترمز إلى الاخصاب . وعقيدتها تقول أنها في ( أبيس ) بمجرد أن تموت تبعث من جديد . وهي في ( صخور ) حاكمة السماء وجسمها الحقيقي ، والروح الحية للأشجار ، ومربية ملك مصر ، وأم حورس ، وربة الذهب ، وشخصية متعددة الألوان بوسعها أن تأخذ صورة لبؤة ، وهي ربة للسعادة والرقص والموسيقى [2] . فس هذه العقائد شربت قلوب الذين كفروا من بني إسرائيل حب العجول . وقبل أن تجف أقدامهم من عبور البحر مع موسى عليه السلام اتخذوا العجل إلها . قال تعالى : * ( ولقد جاءكم موسى بالبينات ثم اتخذتم العجل من بعده وأنتم ظالمون . وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا ما آتيناكم بقوة واسمعوا قالوا سمعنا وعصينا وأشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم ) * [3] . وعلى عقيدة بعث العجل بمجرد أن يموت ، إنطلقوا في آشور وفي بابل تحت سقف السبي ، يبحثون عن هوية جديدة تبعث عليها دولتهم ، لتضاهي ( حخور ) حاكمة السماء وجسمها الحقيقي . وتكون كالروح الحية للأشجار كما تقول عقيدة الأبقار ، وتحت سقف البحث عن هوية . كانت يد الله تعمل في الخفاء وهم لا يشعرون ، قال تعالى : * ( إن الذين اتخذوا العجل سينالهم غضب من ربهم وذلة في الحياة الدنيا وكذلك نجزي المفترين ) * [4] وذلك لأن نظام العالم هو نظام الأسباب والمسببات ، والمسيرة لم تأخذ بأسباب التوبة والرجوع إلى الله ، وإنما
[1] المصدر السابق ص 3 . [2] المصدر السابق ص 96 . [3] سورة البقرة آية 92 . [4] سورة الأعراف آية 152 .
89
نام کتاب : ابتلاءات الأمم نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 89