نام کتاب : ابتلاءات الأمم نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 35
وإذا كنا قد ألقينا شعاعا من الضوء على مسيرة الدجال . فإننا في هذا المدخل نلقي شعاعا آخر على مسيرة المهدي المنتظر التي حددها الدين الخاتم . وفي البداية نقول : لما كان الدجال شر مخبوء في بطن الغيب يلتقط الانحراف وأصحابه آخر الزمان ، فإن المهدي المنتظر هو الخير المخبوء في بطن الغيب ومعسكره هو الذي سيواجه معسكر الدجال آخر الزمان ، وبين المعسكرين ستدور معارك الفطرة والقدس ، ومن عدل الله أن جعل أمام الشر المخبوء خير مخبوء آخر الزمان . ليكون في ذلك حجة على جبين المستقبل . وهذا من سنن الوجود قال تعالى : * ( بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ) * [1] . ولما كان الخير المخبوء والشر المخبوء يقرأ الحاضر أحداثهما كما رواها الأنبياء والرسل عليهم السلام وذلك لينظم الحاضر خطواته في اتجاه الطريق الصحيح . وهو يسير تحت سقف الامتحان والابتلاء لينظر الله إلى عباده كيف يعملون . فإن الحاضر إذ لم يصحح خطواته في يومه فلن ينفعه أن يصحح خطواته عند ظهور الأحداث واشتعال الملاحم في المستقبل ، وذلك لأنه سيكون قد ارتبط ارتباطا وثيقا بما يعتقد من انحرافات سياسية واقتصادية واجتماعية ، وهذا الارتباط يدعمه المسيح الدجال . الذي قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم في فتنته " ما بين خلق آدم إلى قيام الساعة أمر أكبر من الدجال " [2] . والقرآن الكريم أشار إلى آيات وفتن وملاحم وأحداث مستقبلية ، وأخبر بأن الذين كفروا لن ينفعهم إيمانهم يومئذ . قال تعالى : * ( ويقولون متى هذا الفتح إن كنتم صادقين . قل يوم الفتح لا ينفع الذين كفروا إيمانهم ولا هم ينظرون فأعرض عنهم وانتظر إنهم
[1] سورة الأنبياء آية 18 . [2] رواه الإمام مسلم ( الصحيح 267 / 4 ) .
35
نام کتاب : ابتلاءات الأمم نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 35