نام کتاب : ابتلاءات الأمم نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 346
وبينت الدعوة الخاتمة أن الافتراء على الله كذبا . والتكذيب بآياته أو الإعراض عنها . والصد عن سبيله سبحانه . من أعظم الظلم . لأن الظلم يعظم بعظمة من يتعلق به ، وإذا اختص بجنب الله كان أشد الظلم . وأخبر سبحانه في كتابه . بأنه أهلك القرون الأولى لما ظلموا ، ووعد سبحانه رسله بهلاك الظالمين . قال تعالى : * ( فأوحى إليهم لنهلكن الظالمين ولنسكننكم الأرض من بعدهم ) * [1] . وبالنظر إلى المسيرة البشرية ، تجد أن الظلم في نهاية المطاف ، تدثر بأكثر من دثار من حرير وزخرف ، وأصبح له عقائد وثقافات وقوانين ، يشرف عليها حكومات وهيئات وجمعيات ، والخارج عن هذه العقائد والقوانين هو في نظر هذه الدول والمؤسسات ، خارج عن الحق ، يستحق التأديب بواسطة الأساطيل أو السجون . أو بالتجويع تارة وبالتخويف تارة أخرى . وبالنظر إلى مسيرة الشعوب في عصرنا هذا . نجد للوثنية أعلاما ، وهذه الوثنية استترت وراء التقدم العلمي والاختراعات الحديثة ، وقد يكون التقدم مفيدا في عالم المادة ، ولكن إذا كان للدنيا عمل . فلا بد أن يستقيم هذا العمل مع الزاد الفطري ، ولقد ذم القرآن الكريم الذين لا يذعنون بيوم الحساب ويعملون للدنيا بسلوكهم الطريق الذي يغذي التمتع بالدنيا المادية فحسب ، قال تعالى : * ( ألا لعنة الله على الظالمين الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا وهم بالآخرة هم كافرون ) * [2] . فالآية فسرت من هم الظالمين ، وبينت أنهم الذين يصدون عن الدين الحق ولا يتبعون ملة الفطرة . وبالآخرة هم كافرون وهذه الوثنية لها جماعاتها ومؤسساتها وبنوكها التي تمول مخططاتها .