نام کتاب : ابتلاءات الأمم نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 337
فالطريق كان عليه ضعيف الإيمان ، وكان عليه أبناء الأمم ، وكان عليه أمراء التنافس والتحاسد والتدابر والتباغض ، والبغي ، وكان عليه المنافقين ومنهم اثني عشر رجلا حرب لله ولرسوله في الحياة الدنيا ، وعلى طريق مثل هذا لا نستبعد أن تضيع الصلاة ، وقد سجل حذيفة البادرة الأولى قبل وفاته ، فقال " ابتلينا ، حتى جعل الرجل منا لا يصلي إلا سرا " [1] ، وكان النبي ( ص ) قد أخبر بالغيب عن ربه ، أن الصلاة في طريقها إلى الضياع ، فعن أبي ذر قال " قال رسول الله ( ص ) : يا أبا ذر أمراء يكونون بعدي يميتون الصلاة فصل الصلاة لوقتها . . . " [2] قال النووي : أي يجعلونها كالميت الذي خرجت روحه [3] . وروي أن الوليد بن عقبة - وكان أخو عثمان لأمه - حين كان واليا لعثمان بن عفان على الكوفة أخر الصلاة ، فقام عبد الله بن مسعود فصلى بالناس ، فأرسل إليه الوليد وقال له : ما حملك على ما صنعت أجاءك من أمير المؤمنين أمرا أم ابتدعت ؟ فقال : لم يأتني من أمير المؤمنين أمرا ولم أبتدع . ولكن أبى الله عز وجل علينا ورسوله ( ص ) أن ننتظرك بصلاتنا وأنت في حاجتك [4] . وبينما كان الأمراء يميتون الصلاة ، كانت الصلاة تؤدى بروحها خلف علي بن أبي طالب ، روى مسلم عن مطرف قال " صليت أنا وعمران بن حصين خلف علي بن أبي طالب ، فكان إذا سجد كبر وإذا رفع رأسه كبر ، وإذا نهض من الركعتين كبر ، فلما انصرفنا من الصلاة . أخذ عمران بيدي ثم قال : قال صلى بنا هذا صلاة محمد ( ص ) ، وفي