نام کتاب : ابتلاءات الأمم نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 32
الذي أخبرتهم به الرسالة الخاتمة ، وركنوا إلى مقولة الأخبار في عهودهم القديمة والتي تقول : إن داود اختاره الله وعينه ملكا . ومملكة داوود هي عنوان ووعاء عهد الله لإبراهيم . وأورشاليم اختارها الله عاصمة لهذا الملك . ولأن داوود هو مؤسس المملكة فهو المسيح المصطفى وعلى الجميع أن يخضعوا لسلطان مملكته الأزلية ولعاصمتها أورشاليم . لأن التعجد لله لا ينفصل عن الولاية للأرض وعاصمتها ، ولما كانت المملكة قد زالت على أيدي الغزاة في الماضي . فإن على المؤمنين بها أن يعملوا من أجل عودتها . وأن يظل هذا العمل دائما حتى يأتي المسيح ابن داوود في المستقبل . ليعيد المملكة إلى الوجود ويعيد المجد والرفعة إلى اليهود . وعندما ركن اليهود إلى هذه المقولة ولم يؤمنوا بالرسالة الخاتمة . وقالوا يوما : ليس علينا في الأميين سبيل . ويوما آخر : نحن أولياء الله من دون الناس ونحن أبناء الله وأحبائه ، ثم راحوا يسعون في الأرض فسادا . وينسبوا إلى الله تعالى ما لا يناسب ساحة قدسه وكبرياء ذاته جلت عظمته ، فعندما فعلوا هذا وغيره . لعنهم الله . وألقى سبحانه بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة . وقوله تعالى : * ( وألقينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة ) * [1] فيه ما لا يخفى من الدلالة على بقاء أمتهم إلى آخر الدنيا . وحذر الله تعالى المسلمين أن يردوا موردهم فيصيبهم ما أصابهم . ولما كان الله تعالى قد توعد الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق بصرفهم عن آياته . وهو قوله تعالى : * ( سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق وإن يروا كل آية لا يؤمنون بها وإن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا وإن يروا سبيل الغي يتخذوه