نام کتاب : ابتلاءات الأمم نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 235
المفسدين ) * [1] قال ابن كثير : استخلف موسى على بني إسرائيل أخاه هارون . ووصاه بالإصلاح وعدم الافساد ، وهذا تنبيه وتذكير وإلا فهارون عليه السلام نبي شريف كريم على الله له وجاهه وجلاله صلوات الله وسلامه عليه وعلى سائر الأنبياء [2] ، والاستخلاف لا يكون إلا في غيبة ، وكانت غيبة موسى عن بني إسرائيل حين كان يفارقهم للميقات ، وقوله لأخيه " ولا تتبع سبيل المفسدين " . فيه أنه كان في قومه يومئذ جمع من المفسدين يفسدون ويقلبون عليه الأمور ، ويتربصون به الدوائر ، فنهى موسى أخاه أن يتبع سبيلهم فيشوشوا عليه الأمر . ويكيدوا ويمكروا به . فيتفرق جمع بني إسرائيل ويتشتت شملهم . بعد تلك المحن التي كابد هارون في إحياء كلمة الاتحاد بينهم . وبالجملة : كان هارون عليه السلام وزيرا لموسى عليه السلام . وكان يساعده في تبليغ الدين أو شئ من أجزائه ، وكان يخلف موسى عليه السلام في غيبته . ويحافظ على سبيل موسى عليه السلام من الذين يتربصون به ، ليكون السبيل حجة على بني إسرائيل وهم تحت سقف الامتحان والابتلاء ، ويكون شاهدا على المفسدين على امتداد المسيرة كي يتبين الباحث عن الحقيقة خطأهم ، وسبيل الأنبياء فقد ذرأ الله ذرية آدم . لا يضره من خالفه أو من خذله أو من عاداه . أما فيما يتعلق بأبناء هارون عليه السلام ، فلقد ذكرت التوراة الحاضرة ، أن الله تعالى اصطفى أبناء هارون من بعده ليفسروا الشريعة لبني إسرائيل ، وعلى امتداد المسيرة الإسرائيلية بعث منهم الأنبياء والربانيين ، وآخر الأنبياء الذين بعثوا من ذرية هارون . كان المسيح عيسى بن مريم عليهما السلام ، ولقد بينا ذلك فيما سبق ، ولقد قلب بنو
[1] سورة الأعراف آية 142 . [2] تفسير ابن كثير 243 / 2 .
235
نام کتاب : ابتلاءات الأمم نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 235