responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ابتلاءات الأمم نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 231


هذا إن قاعدة أهل الكتاب خالية من العلماء الذين يبحثون عن الحقيقة .
فهؤلاء أثر أقدامهم على الطريق . والإسلام لم يغلق أبوابه أمام الذين يريدون الاستبصار منهم في الدين ، وقد أمر الله تعالى بمجادلتهم بالتي هي أحسن . فقال تعالى في آية محكمة * ( ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظالموا منهم ) * [1] وقوله : * ( إلا الذين ظلموا منهم ) * يعني أهل الحرب ، وذكر تعالى في كتابه . إن الذين قالوا أنهم من أتباع عيسى عليه السلام وعلى منهاج إنجيله ، فيهم مودة للإسلام وأهله ، وما ذاك إلا لما في قلوبهم من الرقة والرحمة ، ويوجد فيهم قسيسون وهم خطباؤهم وعلماؤهم ورهبانا ، من صفتهم بأن فيهم العلم والعبادة والتواضع والانقياد للحق واتباعه والإنصاف ، وإذا سمعوا ما أنزل على الرسول الخاتم ( ص ) . ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق ، قال تعالى : * ( ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وإنهم لا يستكبرون . وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق . يقولون ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين . وما لنا لا نؤمن بالله وما جاءنا من الحق ونطمع أن يدخلنا ربنا مع القوم الصالحين ) * [2] ، فهذا الصنف من النصارى كان أول ظهوره بالحبشة في النجاشي وأصحابه ، وهم المذكورين في قوله تعالى : * ( وإن من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله وما أنزل إليكم وما أنزل إليهم خاشعين لله ) * [3] ، وهم الذين قال الله فيهم * ( الذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون . وإذا يتلى عليهم قالوا آمنا به إنه الحق من ربنا إنا كنا من قبله مسلمين ) * [4] ، ومنذ أيام النجاشي



[1] سورة العنكبوت آية 46 .
[2] سورة المائدة آية 82 .
[3] سورة آل عمران آية 199 .
[4] سورة القصص آية 52 .

231

نام کتاب : ابتلاءات الأمم نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 231
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست