responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ابتلاءات الأمم نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 23


من أفرادها ، ولما كان لكل فرد أجل محدد ومحتوم وله نهاية ، فكذلك هناك أجل آخر وميقات أخر للوجود الاجتماعي لهؤلاء الأفراد . للأمة بوصفها مجتمعا ينشئ ما بين أفراده العلاقات والصلات القائمة على أساس من الأفكار والمبادئ ، فهذا المجتمع الذي يسمى بالأمة . له أجل وله موت له حياة وله حركة ، ولما كان الفرد يتحرك فيكون حيا ثم يموت . فكذلك الأمة تكون حية ثم تموت ، وكما أن موت الفرد يخضع لأجل ولقانون ولناموس . كذلك الأمم أيضا لها آجالها المضبوطة ، قال تعالى : * ( لكل أمة أجل فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون ) * [1] .
وحركة المجتمع تحت سقف الامتحان . حركة تحكمها سنة الاستخلاف وهي السنة التي يمتحن بها الله الحاكم والمحكوم قال تعالى : * ( ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون ) * [2] وحركة المجتمعات على امتداد التاريخ الإنساني حركة ناطقة . بمعنى أن الله تعالى جعل الماضي ينطق في الكون ليتدبر الحاضر وهو منطلق نحو المستقبل ، قال تعالى : * ( أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم ) * [3] فالحاضر إذا تدبر الماضي وجد أن الله تعالى يحيي الذين آمنوا وعملوا الصالحات حياة طيبة غير التي يعطيها للآخرين ، وأن الحياة الدنيا التي يعتقد الموجود الحي إنها سعادة لنفسه وراحة لذاته .
إنما تكون سعادة فيها الراحة والبهجة إذا جرت على حقيقة مجراها .
ويجد الحاضر أن العذاب الذي رآه الناس هو نتيجة طبيعية لأعمالهم .
وأن الله لم يهلك أمة إلا بعد الانذار والحجة . وما هلكت أمة إلا بشركها بالله والإعراض عن آياته واستكبارهم في مقابل الحق وتكذيبهم



[1] سورة الأعراف آية 34 .
[2] سورة الأعراف آية 129 .
[3] سورة يوسف آية 109 .

23

نام کتاب : ابتلاءات الأمم نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 23
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست