نام کتاب : ابتلاءات الأمم نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 228
بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم ) * [1] . قال في الميزان : نهى عن مودتهم الموجبة إلى تجاذب الأرواح والنفوس ، لأن ذلك يقلب حال المجتمع من السيرة الدينية المبنية على سعادة اتباع الحق . إلى سيرة الكفر المبنية على اتباع الهوى وعبادة الشيطان والخروج عن صراط الحياة الفطرية ، وقوله تعالى : * ( بعضهم أولياء بعض ) * أي لتضارب نفوسهم وتجاذب أرواحهم . المستوجب لاجتماع آرائهم على اتباع الهوى والاستكبار عن الحق وقبوله ، واتحادهم على إطفاء نور الله سبحانه ، وتناصرهم على النبي صلى الله عليه وآله وسلم والمسلمين ، كأنهم نفس واحدة ذات ملة واحدة وليسوا على وحدة الملية ، لكن يبعث القوم على الاتفاق ويجعلهم يدا واحدة على المسلمين أن الإسلام يدعوهم إلى الحق . ويخالف أعز المقاصد عندهم وهو اتباع الهوى والاسترسال في مشتهيات النفس وملاذ الدنيا ، فهذا هو الذي جعل الطائفتين اليهود والنصارى على ما بينهما من الشقاق والعداوة مجتمعا واحدا ، يقترب بعضه من بعض ويرتد بعضه إلى بعض ، يتولى اليهود النصارى وبالعكس . ويتولى بعض اليهود بعضا وبعض النصارى بعضا ، وبالجملة : لا تتخذوهم أولياء لأنهم على تفرقهم وشقاقهم فيما بينهم يدا واحدة عليكم . لا نفع لكم في الاقتراب منهم بالمودة والمحبة ، وربما أمكن أن يستفاد من قوله " بعضهم أولياء بعض " معنى آخر وهو : أن لا تتخذوهم أولياء لأنكم إنما تتخذونهم أولياء لتنتصروا ببعضهم الذين هم أولياؤكم على البعض الآخر ، ولا ينفعكم ذلك . فإن بعضهم أولياء بعض فليسوا ينصرونكم على أنفسهم [2] . ومن آيات التحذير أيضا قوله تعالى : * ( ألم تر إلى الذين أوتوا
[1] سورة المائدة آية 51 . [2] تفسير الميزان 373 / 5 .
228
نام کتاب : ابتلاءات الأمم نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 228