responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ابتلاءات الأمم نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 213


عليها الستار بعد بعثة عيسى عليه السلام ، لأنه آخر أنبياء بنو إسرائيل عليهم السلام ، ولما كان عيسى عليه السلام يسجد لله في اتجاه أورشاليم ، ولما كانت الدعوة الإلهية اللاحقة تبدأ من حيث انتهت الدعوة الإلهية التي سبقتها ، باعتبار أن الدعوة الإلهية للناس منذ ذرأ الله ذرية آدم دعوة واحدة ، صراطها واحد وغاياتها واحدة ، فتبدأ دعوة اللاحق من الرسل من حيث انتهت دعوة السابق من الرسل ، ثم يفعل الله ما يشاء ويحكم ما يريد ، ويكلف عباده بما شاء وينسخ ما يشاء ، لأنه تعالى له الحكمة التامة والحجة البالغة في جميع ذلك ، ولما كان أهل الكتاب يعلمون من كتب أنبيائهم أن الدعوة الخاتمة لها صفات خاصة بها ، وأنها ستبين لهم ولغيرهم الاتجاه الذي يجب أن يسجد نحوه الناس لله ، فإن الله تعالى عندما بعث رسوله الخاتم ( ص ) . أمره بالتوجه إلى قبلة بيت المقدس ، والمعنى الذي يستشف من هذا الحدث هو أن الدعوة الإلهية دعوة واحدة . وأن الحلقات فيها ترتبط بعضها ببعض ، وتحت هذا السقف تقام الحجة على الذين اختلفوا في الدين والذين جعلوا الدين دينا خاص بهم ، وتحت هذا السقف ينظر الله إلى عباده كيف يعملون . ومن يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه .
وعندما كانت القبلة في اتجاه بيت المقدس ، تدبر في الأحداث الذين يعرفون الحق ومعارف الدين والزهاد من أهل الكتاب وأصغوا لصوت الحق ، وتكاتم البعض ذلك بينهم حسدا وكفرا وعنادا ، وانطلقوا يصدون عن سبيل الله ، وبعد أن أقامت الدعوة حجتها على بني إسرائيل في هذا الأمر ، أمر تعالى رسوله ( ص ) بأن يولي وجهه شطر المسجد الحرام بمكة ، وأخبره بأن أهل الكتاب يعلمون أنه الحق من ربهم ، قال تعالى : * ( سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها . قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم .
وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول

213

نام کتاب : ابتلاءات الأمم نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 213
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست