responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ابتلاءات الأمم نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 211


ونظرا لأن مسيرة اليهود رشحت عليها عقائد الأمم الوثنية ، وحمل التوحيد على امتداد مسيرتهم بصمات الآلهة المتعددة ، حتى صار الإله في نهاية المطاف إلها خاصا ببني إسرائيل دون غيرهم من الأمم ، ونظرا لأن الأحبار والرهبان بدلوا الدين الذي بعث به عيسى عليه السلام ، ونسبوا إلى المسيح ما لا يجوز وقالوا بألوهيته ، وأطاعتهم القافلة النصرانية من غير قيد وشرط ، فإن الدعوة الخاتمة صححت هذه المفاهيم في أكثر من آية ، ومنها قوله تعالى لرسوله ( ص ) * ( قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ، ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله ، فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون ) * [1] ، والمعنى : تعالوا إلى كلمة عدل ونصف نستوي نحن وأنتم فيها ، ثم فسر هذه الكلمة بقوله " أن لا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ، لا وثنا ولا صليبا ولا صنما ولا طاغوتا ولا نارا ولا شئ ، بل نفرد العبادة لله وحده لا شريك له ، وهذه دعوة كل الرسل منذ ذرأ الله ذرية آدم ، ثم قال * ( ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله ) * ، أي لا يسجد بعضنا لبعض ، أو يطيع بعضنا بعضا في معصية الله ، أو نحرم الحلال ونحل الحرام ، فنحن وأنتم ما أمرنا إلا لنعبد الله وحده ، الذي إذا حرم شئ فهو الحرام . وما حلله فهو الحلال . وما شرعه اتبع . وما حكم به نفذ .
تعالى الله سبحانه وتقدس وتنزه عن الشركاء . والنظراء . والأعوان .
والأضداد . لا إله إلا هو ولا رب سواه ، فإن تولوا عن هذا النصف وهذه الدعوة ، فاشهدوا أنتم على استمراركم على الإسلام الذي شرعه الله لكم .



[1] سورة آل عمران آية 64 .

211

نام کتاب : ابتلاءات الأمم نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 211
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست