نام کتاب : ابتلاءات الأمم نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 210
وجانب الروح ، وبه يقاس ويوزن كل من طرفي الافراط والتفريط ، ليكون شهيدا على سائر الناس الواقعة في الأطراف . ومن لطف الله تعالى ورحمته بالعباد ، بعث سبحانه النبي الخاتم ، النبي الأمي العربي محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، ليقود أمة تحمل للبشرية دينا يهدي الناس إلى وسط الطرفين . لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء . - [ دعوة أهل الكتاب ] أولا - ( الدعوة إلى التوحيد الحق ) : توجهت الدعوة الإلهية الخاتمة إلى البشرية كافة ، وأن أهل الكتاب بينهم من يعرفون الحق ومعارف الدين ، وفيهم رهبان وزهاد يعرفون عظمة ربهم ولا يستكبرون ، وفيهم الباحث عن الحقيقة ، توجهت الدعوة إليهم من طرق عديدة لتحيطهم بالحجة من كل مكان . وبين الله تعالى لهم أن رسوله الخاتم ( ص ) . هو النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته ويأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل ، وقال تعالى : * ( يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب ويعفو عن كثير . قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه وبهديهم إلى صراط مستقيم ) * [1] ، والمعنى : أن الرسول يبين ما بدلوه وحرفوه وأولوه وافتروا على الله فيه ، ويسكت عن كثير مما غيروه ولا فائدة في بيانه ، وأن دعوته تدعو إلى الصراط المستقيم المهيمن على الطرق كلها .