نام کتاب : ابتلاءات الأمم نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 21
فالفطرة تربط الإنسان بغاية وجوده . والدين هو الطريقة الخاصة في الحياة التي تؤمن صلاح الدنيا بما يوافق الكمال الأخروي ، وشجرة الفطرة والدين تنبت في التوحيد . وأسلوب دين الله وقوانينه الجارية قامت على أساس الأخلاق التي تحفظ الإنسان من الخطأ والزلة ، وعلى هذا الأساس الأخلاقي يكون العلم النافع . لأن المعارف الحقة والعلوم المفيدة لا تكون في متناول البشر إلا عندما تصلح أخلاقه . ولما كان الإنسان قد خلقه الله في أحسن تقويم . وذلك بتآلف العناصر التي يتكون منها . بحيث تتجه اتجاها موحدا نحو غرض معين ، ولما كان الإنسان قد أنشأه الله مختارا في فعله . بمعنى أنه يعرف ما هو تقوى مما هو فجور . وله أن يميل في كل عمل إلى كل من جانبي الفعل والترك ، فإن تعالى أجرى عليه الامتحان والحكمة في إسكان الله تعالى في الأرض بعد أن زينها سبحانه بجميع اللذائذ المادية ، هي امتحان النوع الإنساني فردا فردا لإظهار صلاحية الإنسان الباطنية لاستحقاق الثواب والعقاب ، والامتحان ناموس إلهي ولا يستثنى منه المؤمن والكافر والمحسن والمسئ ، وكل جزء من أجزاء العالم وكل حالة من حالاته التي لها صلة بالإنسان هي من الوسائل والعوامل التي يمتحن الله البشر بها ، وتحت سقف الامتحان يوجد إلقاءات شيطانية نفذت من أودية التزيين والإغواء . وتوجد أعلام الأنبياء والرسل عليهم السلام التي تسوق أتباعها نحو صراط الله العزيز الحكيم ، وبين هذا وذاك لا يخفى الحق . لأن الحق لا يخفى بأي وجه وعلى أي تقدير . لأن الحق في النسيج الفطري . ولا يمنع الناس من قبوله والخضوع الباطني أمامه . إلا البغي والظلم والجحود والعناد والاستكبار . فالإنسان يمتحن فردا فردا ليتلبس السعيد بسعادته والشقي
21
نام کتاب : ابتلاءات الأمم نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 21