نام کتاب : ابتلاءات الأمم نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 20
يحكم آياته بإنجاح سعي الرسول أو النبي وإظهار الحق . وقيل : والتمني ربما جاء بمعنى القراءة والتلاوة . فيكون معنى الآية على هذا المعنى : وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تلا وقرأ آيات الله ألقى الشيطان شبها مضللة على الناس بالوسوسة ليجادلوه بها ويفسدوا على المؤمنين إيمانهم ، فيبطل الله ما يلقيه الشيطان من الشبه . 4 - [ تأملات في الامتحان والابتلاء ] غرس الله تعالى في أعماق الفطرة معرفته تعالى ، وحمل النسيج الفطري إلهاما يميز به الإنسان ما هو تقوى مما هو فجور ، ويعرف به طريق الخير وطريق الشر ، وخلاصة القول أن الإنسان خلقه الله في أحسن تقويم . وهو قوله تعالى : * ( لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ثم رددناه أسفل سافلين إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم أجر غير ممنون ) * [1] قال في الميزان : ومعنى كونه في أحسن تقويم . صلوحه بحسب الخلقة للعروج إلى الأهداف الرفيعة العليا ، والفوز بحياة خالدة عند ربه . سعيدة لا شقاوة معها ، وذلك بما جهزه الله به من العلم النافع ومكنه من العمل الصالح . فالإنسان إذا آمن بما عمل وزاول صالح العمل . رفع الله عمله . كما قال تعالى : * ( إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه ) * ( 2 ) أما إذا وقف الإنسان تحت ولاية الشيطان . فإنه يندرج في أسفل سافلين أي في مقام منحط ، والمراد بالسفالة على أي حال . الشقاء والعذاب . والإنسان ينطلق إلى العلم النافع والعمل الصالح من مخزونه الفطري ومن الدين الذي بعث به الله الأنبياء والرسل عليهم السلام ، ( 2 ) سورة فاطر آية 15 .