نام کتاب : ابتلاءات الأمم نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 204
ولو كره الكافرون . هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون ) * [1] . وبعد رفع المسيح عليه السلام . لم يعرف إلا النزر اليسير عن تلاميذه ، وكان عليه السلام قد أخبرهم بأنهم سيضطهدون ويقتلون ، وفي هذه الآونة ظهر بولس على الساحة ، وكان من أشد الناس على الدعوة ، وكان يعمل بكل ما في وسعه لاعتقال المؤمنين بها ، وبولس ينتمي إلى طائفة الفريسيين . وهي طائفة تقوم ثقافتها على التفسير الشفهي للناموس ( التلمود ) . وقد حذر المسيح عليه السلام تلاميذه من تعاليم هذه الطائفة ، ودخل بولس إلى النصرانية بحجة أنه رأى المسيح على طريق دمشق ، وأن المسيح عينه تلميذا له ، وعندما ذهب بولس إلى أورشاليم اتجه نحو التلاميذ لينال منهم شرعية الدعوة أمام الجموع ، وجاء في سفر أعمال الرسل " أنه حاول أن ينضم إلى التلاميذ . فخافوا منه . إذ لم يصدقوا أنه صار تلميذ " [2] ، ولكن بولس مارس الدعوة بما له من ذكاء . وما له من جاه . عند شيوخ اليهود وملوك وحكام الأقاليم ، وبدأ بولس في تنفيذ برنامجه . فألغى الشريعة داخل الحي النصراني . وشكك في أحقية إسماعيل ابن إبراهيم عليهما السلام في الميراث ، وعلى هذا الأصل صد عن سبيل النبي الخاتم وبشاراته في التوراة والإنجيل ، ثم توجه بقافلته نحو الأمم ، وهو ما لم يفعله المسيح عليه السلام ، ودخول بولس بدعوته إلى ساحة الأمم يعطي : كره لتعاليم المسيح أولا ، وإنشاء قاعدة تكون في خدمة أهدافه القريبة وأهداف اليهود البعيدة ثانيا ، والصد عن سبيل الدعوة الخاتمة ثالثا ، وذلك لأن المسيح لم يتقدم إلى الساحة الأممية لأن منهجه يخاطب بني إسرائيل ، وكان
[1] سورة الصف آية 8 - 9 . [2] أعمال الرسل 9 / 26 .
204
نام کتاب : ابتلاءات الأمم نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 204