responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ابتلاءات الأمم نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 182


يديه ، وقد علم أن المسيح لن يحول بينه وبين طلبه ، لأنه جاء ليدعو الخطائين ويبحث عن الضالين ويقدم المعجزات ويوبخ الذين لم يؤمنوا مهما كان شأنهم ، لأنه صادق ولا يبالي بأحد لأنه لا يراعي مقامات الناس . لأنه يعلم طريق الله بالحق ، ولكن النصوص أوردت نتيجة اجتماع هيرودس بالمسيح بما لا تستقيم مع المقدمة ، فهيرودس سأله في قضايا كثيرة . أما هو فلم يجبه عن شئ ، ووقف رؤساء الكهنة والكتبة يتهمونه بعنف . واحتقره هيرودس وجنوده وسخر منه ، وهذا الموقف الذي دثره الصمت . لا يمكن أن يفهم إلا على أرضية شبيه المسيح ، لأن الشبيه لا يملك أن يقدم آية . فالآيات لله يؤيد بها رسله وهم يقيمون الحجة على الناس ، والمسيح عليه السلام أقام حجته ورفعه الله إلى السماء ، وبعد المسيح عليه السلام اختبر الله تعالى القافلة الإسرائيلية الاختبار الذي يليق بخاتمة المسيرة ، بعد أن ابتلعت العديد من الفتن على امتداد الطريق .
لقد جلس شبيه المسيح في دائرة الصمت الذي لا يضر ، دائرة الصمت فيها والكلام محسوبان بدقة بالغة ، حتى لا تنهار الدعوة من رأس . ولكن تفوق حجة الذين آمنوا على حجة الكافرين إلى يوم القيامة ، وكان عزاء الشبيه وهو يتلقى من الناس الأذى والسخرية ، أنه ينصر دين الله ، ومن حوله صدى صوت المسيح عليه السلام عندما قال وهو يخاطب التلاميذ " طوبى لكم متى أهانكم الناس واضطهدوكم وقالوا فيكم من أجلي كل سوء كاذبين . افرحوا وتهللوا فإن مكافأتكم في السماوات عظيمة . فإنهم هكذا اضطهدوا الأنبياء من قبلكم " [1] . والشبيه كان تحت جميع الضربات التي تم توجيهها إليه . متعلقا بالثواب الذي سيناله في الآخرة ، فقد قال أمام الحاكم بيلاطس " ليست مملكتي من



[1] متي 5 / 11 - 13 .

182

نام کتاب : ابتلاءات الأمم نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 182
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست