نام کتاب : ابتلاءات الأمم نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 132
موسى الشريعة ولكن ما أحد منكم يعمل بالشريعة . لماذا تسعون إلى قتلي ؟ " [1] . وجاء في إنجيل متي " بهت الجميع من تعاليمه لأنه يعلمهم كمن له سلطان " [2] . كان هذا هو الشطر الأول من دعوته عليه السلام ، أما الشطر الثاني فهو قوله " ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد " ومن المعلوم أن البشرى هي الخبر الذي يسر المبشر ويفرحه . ولا يكون إلا بشئ من الخير يوافيه ويعود إليه ، والخير المترقب من بعثة النبي أحمد ودعوته . هو انفتاح باب من الرحمة الإلهية على الناس فيه سعادة دنياهم وعقباهم ، من عقيدة حقة أو عمل صالح أو كليهما . وقال صاحب الميزان : ويعود معنى كلامه " إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا . . " الآية . إلى : أني رسول الله إليكم أدعو إلى شريعة التوراة ومنهاجها - ولأحل لكم بعض الذي حرم عليكم - وهي شريعة سيكملها الله ببعث نبي يأتي من بعدي اسمه أحمد ، وهو كذلك . فإمعان التأمل في المعارف الإلهية التي يدعو إليها الإسلام ، يعطي أنها أدق مما في غيره من الشرائع السماوية السابقة ، وخاصة ما يندب إليه من التوحيد . الذي هو أصل الأصول الذي يبتني عليه كل حكم ويعود إليه كل من المعارف الحقيقية ، وكذا الشرائع والقوانين العملية التي لم تدع شيئا مما دق وجل من أعمال الإنسان الفردية والاجتماعية . إلا عدلته وحدت حدوده وقررته على أساس التوحيد ووجهته إلى غرض السعادة ، وإلى ذلك الإشارة بقوله تعالى : * ( الذين يتبعون النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات