نام کتاب : ابتلاءات الأمم نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 125
وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا ولم أكن بدعائك رب شقيا . وإني خفت الموالي من ورائي وكانت امرأتي عاقرا . فهب لي من لدنك وليا يرثني وبرث من آل يعقوب واجعله رب رضيا . يا زكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى لم نجعل له من قبل سميا ) * [1] . وجاء يحيى وريث زكريا وآل يعقوب ، ليكون حجة على مسيرة خرج معظمها عن سبيل آل يعقوب ، وبدأ يحيى دعوته ، جاء في إنجيل متي " في تلك الأيام جاء يوحنا المعمدان ( يحيى ) يكرز في برية اليهودية قائلا : توبوا لأنه قد اقترب ملكوت السماوات . فإن هذا هو الذي قيل عنه بأشعيا النبي القائل : صوت صارخ في البرية . أعدوا طريق الرب . اصنعوا سبله مستقيمة " [2] ، ويقول متي هنري في تفسيره : كانت مهمة يوحنا دعوة الناس للتوبة عن خطاياهم ، فقوله " توبوا " هي في الأصل اليوناني " تأملوا أو فكروا مليا " أي : ليكن لكم فكرا آخر لتصلحوا أخطاء الماضي ، تأملوا طرقكم . جددوا أذهانكم ، لقد أخطأتم التفكير فأعيدوا التفكير وأحسنوا التفكير [3] . ولكن القوم لم يتأملوا ولم يفكروا وعكفوا على أطروحة أرض الميعاد التي كتبها الله لإبراهيم دون قيد وشرط . ورفعت فرقة ( الفريسيين ) أعلام الصد عن سبيل الله . يقول إنجيل متي " ولما رأى يوحنا كثيرين من الفريسيين والصدوقيين يأتون اليه ليتعمدوا قال لهم : يا أولاد الأفاعي . من أراكم أن تهربوا من الغضب الآتي . فأثمروا ثمرا يليق بالتوبة ولا تغللوا أنفسكم قائلين : لنا إبراهيم أبا . فإني أقول لكم : إن الله قادر أن يطلع من هذه الحجارة أولاد إبراهيم ، وها إن الفأس قد