responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نظم درر السمطين نویسنده : الشيخ محمد الزرندي الحنفي    جلد : 1  صفحه : 165


تعرضت للفضيحة ، ولم يناقشك بالجريمة ولم يؤيسك من الرحمة ، ولم يشدد عليك في التوبة فجعل النزوع عن الذنب حسنة ، وحسب سيئتك واحدة وحسب حسنتك عشرا ، وفتح لك باب المتاب والاستيناف فمتى شئت سمع نداك ونجواك ، فأفضيت إليه بحاجتك وأنبأته عن ذات نفسك وشكوت إليه همومك ، واستعنته على أمورك وناجيته بما تستخفي به من الخلق من سرك ، ثم جعل بيدك مفاتيح خزائنه فالحح في المسألة يفتح لك باب الرحمة بما اذنك فيه من مسألته ، فمتى شأت استفتحت بالدعاء أبواب خزائنه فالحح ولا يقنطنك ان أبطأت عنك الإجابة ، فان العطية على قدر المسألة وربما أخرت عنك الإجابة ليكون أطول للمسألة واجزل للعطية ، وربما سألت شيئا فلم تؤته وأوتيت خيرا منه عاجلا أو آجلا أو صرف عنك لما هو خير لك ، فلرب أمر قد طلبته فيه هلاك دينك لو أوتيته ، ولتكن مسألتك فيما يعنيك مما يبقى لك جماله أو يبقى عنك وباله ، والمال لا يبقى لك ولا تبقى له ، فإنه يوشك أن ترى عاقبة أمرك حسنا أو سيئا أو يعفو العفو الكريم .
وأعلم أنك خلقت للآخرة لا للدنيا ، وللفناء لا للبقاء ، وللموت لا للحياة ، وأنك في منزل قلعة ودار بلغة وطريق إلى الآخرة فإنك طريد الموت الذي لا ينجو هاربه ، ولا بد انه مدركك يوما فكن منه على حذر ان يدركك على حال سيئة قد كنت تحدث نفسك فيها بالتوبة فيحول بينك وبين ذلك فإذا أنت قد أهلكت نفسك . أي بني أكثر ذكر الموت وذكر ما تهجم عليه ويقضي بعد الموت إليه وأجعله أمامك حتى يأتيك وقد أخذت حذرك لا يأخذك على غرتك ، وأكثر ذكر الآخرة وما فيها من النعيم والعذاب الأليم فان ذلك يزهدك في الدنيا ويصغرها عندك ، وقد نبأك الله عنها ونعتت لك نفسها

نام کتاب : نظم درر السمطين نویسنده : الشيخ محمد الزرندي الحنفي    جلد : 1  صفحه : 165
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست