responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نصب الراية نویسنده : الزيلعي    جلد : 1  صفحه : 16


أهل العراق على سائر المذاهب ، ومبلغ اتساعهم في الحفظ ، وكثرة الحفاظ بينهم من أقدم العصور الاسلامية إلى عصرنا هذا ، زيادة على ما لهم من الفهم الدقيق ، والغوص في المعاني ، وقد اعترف لهم بذلك كل الخصوم ، ونظرة عجلى في كتب الجرح والتعديل ، والله سبحانه حسبي ، ونعم الوكيل .
الرأي والاجتهاد وردت في الرأي ، آثار تذمه . وآثار تمدحه ، والمذموم هو الرأي عن هوى ، والممدوح هو استنباط حكم النازلة من النص ، على طريقة فقهاء الصحابة . والتابعين .
وتابعيهم ، برد النظير إلى نظيره ، في الكتاب ، والسنة . وقد خرج الخطيب غالب تلك الآثار في " الفقيه والمتفقه " ، وكذا ابن عبد البر ، مع بيان موارد تلك الآثار . والقول المحتم في ذلك : إن فقهاء الصحابة . والتابعين . وتابعيهم ، جروا على القول بالرأي بالمعنى الذي سبق " أعني استنباط حكم النازلة من النص " ، وهذا من الاجماعات التي لا سبيل إلى إنكارها ، وقد قال الإمام أبو بكر الرازي في " الفصول " ، بعد أن سرد ما كان عليه فقهاء الصحابة . والتابعين من القول بالرأي : " إلى أم أن نشأ قوم ذو جهل بالفقه وأصوله ، لا معرفته لهم بطريقة السلف ، ولا توفى للاقدام على الجهالة ، واتباع الأهواء البشعة التي خالفوا بها الصحابة ، ومن بعدهم من أخلافهم ، فكان أول من نفى القياس والاجتهاد في أحكام الحوادث ، وإبراهيم النظام ، وطعن على الصحابة من أجل قولهم بالقياس ، ونسبهم إلى ما لا يليق بهم ، وإلى ضد ما وصفهم الله به ، وأثنى به عليهم - بتهوره وقلة علمه بهذا الشأن - ، ثم تبعه على هذا القول نفر من المتكلمين البغداديين ، إلا أنهم لم يطعنوا على السلف كطعنه ، ولم يعيبوهم ، لكنهم ارتكبوا من المكابرة ، وجحد الضرورة أمرا بشعا ، فرارا من الطعن على السلف ، في قولهم بالاجتهاد والقياس ، وذلك أنهم زعموا أن قول الصحابة في الحوادث كان على وجه التوسط والصلح بين الخصوم . . . لا على وجه قطع الحكم ، وإبرام القول ، فكأنهم قد حسنوا مذهبهم بمثل هذه الجهالة ، وتخلصوا من الشناعة التي لحقت النظام بتحطئته السلف ، ثم تبعهم رجل من الحشو جهول ، يريد - داود بن علي - لم يدر ما قال هؤلاء ، ولا ما قال هؤلاء ، وأخذ طرفا من كلام النظام ، وطرفا من كلام متكلمي بغداد ، من نقاة القياس ، فاحتج به في نفى القياس والاجتهاد ، مع جهله بما تكلم به الفريقان ، من مثبتي القياس ، ومبطليه ، وقد كان مع ذلك ينفى حجج القول ، ويزعم أن العقل لاحظ له في إدراك شئ من علوم الدين ، فأنزل نفسه منزلة البهيمة بل هو أضل منها ، ا ه‌ " ، وأبو بكر الرازي أطال النفس جدا في إقامة الحجة على حجية الرأي والقياس ، بحيث لا يدع أي مجال للتشغيب ضد حجيته ، فالرأي بهذا المعن ، وصف مادح يوصف به كل فقيه ، ينبئ عن دقة الفهم ، وكمال الغوص ، ولذلك تجد ابن قتيبة يذكر في " كتاب المعارف " الفقهاء

نام کتاب : نصب الراية نویسنده : الزيلعي    جلد : 1  صفحه : 16
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست