« وفي عِظَم الجِبال الشُّمَّخِ ، وفي قَتْرة الظَّلاَمِ الأيْهَم » [1] .
الأيهم : يقال : ليل أيهم : لا نجوم فيه . والأيهم : البلد الذي لا علم به . واليهماء فلاة ملساء ليس بها ينبت ، والأرض التي لا أثر فيها ولا طريق ، ولا يُهتدى فيها ، وهي أكثر استعمالاً من الهيماء . والأيهم : الأصم ، وقيل : الأعمى ، وقيل : الشجاع الذي لا يُستطاع دفعه . والأيهمان عند أهل الأمصار : السيل والحريق لأنّه لا يُهتدى فيهما كيف العمل . وكذلك يقال للجمل الهائج الصؤول [2] . وفي الحديث : « كان النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) يتعوّذ من الأيهمين » هما : السيل والحريق [3] .
[ يوم ] في كتاب عليّ ( عليه السلام ) إلى قثم بن العبّاس : « فَأَقِمْ لِلنَّاسِ الحَجَّ ، وذَكّرهُم بأيَّام الِلّه ، واجلِسْ لَهُم العَصْرَين » [4] .
اليوم : يُعبّر به عن وقت طلوع الشمس إلى غروبها . وقد يُعبّر به عن مدّةِ من الزمان أيَّ مدّة كانت [5] . وأيّام اللّه : نعماؤه وبلاؤه [6] . ومن هذا جاء قوله تعالى : ( وذكّرهم بأيّام اللّه إنّ في ذلك لآيات لكلِّ صبّار شكور ) [7] . وإضافة الأيام إلى الله تعالى تشريف لأمرها لما أفاض اللّه عليهم من نعمه فيها [8] . والعرب تقول الأيام في معنى الوقائع ، يقال : هو عالم بأيّام العرب ، أي وقائعها ، وإنّما خصّوا الأيام دون ذكر الليالي في الوقائع لأنّ حروبهم كانت نهاراً [9] . وعبّروا عن الشدّة باليوم ، ويقال لمن جدَّ في العمل : هو طويل اليوم . ويوم ذو أيّام ، أي شديد ويقال للمتهجّد : هو طويل اليومِ ، لأنّه يصل سهر ليله بيومه [10] . وقوله ( عليه السلام ) : « ما أَنْقَضَ النَّوْمَ لِعَزائِم اليَوْمِ » [11] . مثل ، وأصله أنّ الإنسان يعزم في النهار على المسير بالليل لتقريب المنزل ، فإذا جاء الليل نام إلى الصباح فينتقض عزمه [12] .