يقال : وَفره يَفِرُه ، كوَعَده يَعدُه . ومنه حديثه ( عليه السلام ) : « ولا ادّخرتُ من غنائمها وَفْراً » والوفر : المال الكثير [1] . ومنه قول مالك بن الحارث ، النخعي :
بقّيت وفري وانحرفتُ عن العُلى * ولقيتُ أضيافي بوجه عبوس إنْ لم أشُنّ على ابن هند غارةً * لم تخلُ يوماً من نهابِ نفوس [2] ووفُر عِرضه : كرم ، ووفره عِرْضه ووفّره له : لم يشتمه كأنّه أبقاه له كثيراً طيّباً لم ينقصه بشتم [3] . ووفِرت المزادةُ : لم ينقص من أديمها شيء ، والأرض لم ينقص من نبتها [4] .
وفي الخبر : « كان شعر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وَفْرَةً لم يبلغ الفَرْق » [5] . الوفرة : شعر الرأس إذا وصل إلى شحمة الأُذن ، وقد وَفَرها صاحبها ، ثمَّ الجُمّة ثمّ اللِّمَّة [6] . والمراد في الخبر أنّه لم يكن شعره طويلاً حتّى يمكن فرقه .
وبه يُفسّر قول الصادق ( عليه السلام ) : « إنّ رسولَ ( صلى الله عليه وآله ) الله كان إذا طال شعره كان إلى شحمة أُذُنه » . وقال ( عليه السلام ) : « ما فرق النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) ولا كانت الأنبياء ( عليهم السلام ) تُمسك الشعر » [7] .
[ وفز ] في حديث عليّ ( عليه السلام ) في وصف النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) : « مستوفزاً في مرضاتك » [8] .
الوَفَزُ والوَفَزةُ : العَجَلة ، والجمع أوفاز . والعرب تقول : فلان على أوفاز ، أي على حدِّ عجلة . قال الليث : الوَفَزةُ أن ترى الإنسانُ مُسْتوفِزاً . قد استقلَّ على رجليه ، ولما يستو قائماً ، وقد تهيأ للأفز والوثوب والمضيّ . يقال له : اطمئنّ فإنّي أراك مستوفزاً [1] .
ومنه حديثه ( عليه السلام ) : « كونوا منها على أوفاز » ، أي على سفر قد أشخصنا [2] .
[ وفق ] في حديث عليّ ( عليه السلام ) عن النملة : « تَجْمَعُ في حَرّها لِبَرْدِهَا ، وفي وِرْدِهَا لِصَدَرِها ، مَكْفُولٌ بِرِزْقِهَا ، مَرْزُوقَةٌ بِوِفْقِهَا ، لا يُغْفِلُهَا المَنَّانُ » [3] .
الوفِق : الشيء المُتَّفِق [4] . أي يوافق