والثاني : الواجب بمعنى أنّ حقّه أن يوجد [1] .
ومن هذا المعنى يُفسّر الحديث المروي عن زرارة قال : قال أبو جعفر ( عليه السلام ) : « لا تنسوا الموجبتين ، أو قال : عليكم بالموجبتين في دبر كلِّ صلاة » . قلتُ : وما الموجبتان ؟ قال : « تسأل اللّه الجنّة وتتعوّذ به من النار » [2] . ومنه يقال : أوجب فلان : وجبت له الجنّة والنار [3] . وفي الحديث قيل له ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّ صاحباً لنا أوجب ، فقال : مروه فليُعتق رقبة » . أوجب ، يعني أنّه ركب كبيرة أو خطيئة موجبة يستوجب بها النار ، يقال في ذلك الرجل : قد أوجب ، وكذلك الحسنة يعملها توجب له الجنّة ، فيقال لتلك الحسنة وتلك السيئة : موجبة . ومنه حديثه ( صلى الله عليه وآله ) في الدعاء : « اللهم إنّي أسألك موجبات رحمتك » [4] .
[ وجد ] في حديث عليّ ( عليه السلام ) لفاطمة ( عليها السلام ) : « نَهنهي عن وَجْدِك ، يا ابنة الصفوة وبقيّة النبوّة » [5] .
الوجد : الغضب . يقال : وَجَد عليه يَجُدُ ويَجِدُ وجْداً وجِدَةً ومَوْجِدةً ووجْداناً [6] . وقول عليّ ( عليه السلام ) : « إنّ في الفرار موجِدَة اللّه » [7] . من هذا المعنى . ويقال : وَجَدتُ في المال وُجْداً ، بالضم والكسر لغةٌ وجِدَةً أيضاً ، وأنا واجد للشيء قادر عليه ، وهو موجود ، مقدور عليه [1] . ومنه قوله تعالى : ( من وُجْدِكُم ) [2] . أي تمكنكم وغناكم . وفي حديث النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) ليّ الواجد يحلّ عقوبته وعرضه . الواجد : يعني الغنيّ الذي يجد ما يقضى به دينه [3] .
ويُعبّر عن التمكّن من الشيء بالوجود ، وما يُنسبُ إلى اللّه تعالى من الوجود فبمعنى العلم المجرَّد ، إذ كان اللّه تعالى منزّهاً عن الوصف بالجوارح والآلات [4] . وقول عليّ ( عليه السلام ) : « الحَمْدُ لِلّهِ الدّالِّ عَلى وُجُودِه بِخَلْقِهِ » [5] . إشارة إلى وجوده تعالى الواجب [6] . والوَجْد : الحُبّ ، وجدتُ به أَجدُ وجْداً [7] [ وجر ] في حديث عليّ ( عليه السلام ) يذمّ أصحابه : « كُلَّمَا