ونصبنا لهم [1] . إذا قَصَد له ، وعاداه ، وتجرّد له [2] . وقد فسّر ابن إدريس الحِلّي حديث الصادق ( عليه السلام ) : « خذ مال الناصب حيثما وجدته وادفع إلينا الخمس » . بأنّهم أهل الحرب لأنّهم ينصبون الحرب للمسلمين ، وإلاّ فلا يجوز أخذ مال مسلم ولا ذمّي على وجه من الوجوه [3] . ومنه حديث الصادق ( عليه السلام ) : « إذا ابتُليت بأهل النصب ومجالستهم فكن كأنّك على الرّضَفِ حتّى تقوم » [4] . واختُلِف في تحقيق الناصبيّ ، فزعم البعضُ أنّ المراد : من نصب العداوة لأهل البيت ( عليهم السلام ) ، وزعم آخرون أنّه من نصب العداوة لشيعتهم . وفي الأحاديث ما يصرّح بالثاني ، فعن الصادق ( عليه السلام ) : « أنّه ليس الناصب من نَصَب لنا أهل البيت ، لأنّه لا تجد رجلاً يقول : أنا أبغُضُ محمداً وآل محمد ، ولكن الناصب من نصب لكم ، وهو يعلم أنّكم تتولّونا أو تتبرّؤون من أعدائنا » [5] . وفي حديث الصادق ( عليه السلام ) : « إذا كان يوم القيامة دُعي بالنبيّ ( صلى الله عليه وآله ) وبأمير المؤمنين ( عليه السلام ) وبالأئمّة من ولده ( عليهم السلام ) فينصبون للناس ، فإذا رأتهم شيعتنا قالوا : الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنّا لنهتدي لولا أن هدانا الله » [6] . يُنصبون : أي يُقامون [7] . وينصبون للناس ، أي لحساب الخلق وشفاعتهم وقسمة الجنّة والنار بينهم [1] .
والنَّصْب : رفعك شيئاً تنصبه قائماً منتصباً . وأصل كلّ شيء : نِصابه ، وكذلك المَنْصب [2] ، وسمّي نِصاباً لأنَّ نصله إليه يُرفع وفيه يُنصب ويُركّب ، كنصاب السكّين وغيره ، والنصيب من هذا [3] . ومنه قول علي ( عليه السلام ) عن الناكثين لبيعته : « ويَرْجعَ البَاطِلُ إلى نِصَابِه » [4] . أراد أصله ومنبعه . وقوله ( عليه السلام ) عن آل محمد : « بِهِمْ عَادَ الحَقُّ إلى نِصَابِه » [5] من ذلك .
[ نصص ] في حديث أُمّ سلمة رضي اللّه عنها