بجادّة بيّنة . قال أوس بن حجر :
لعمري ! لقد بيّنت يوم سُوَيقة * لِمَنْ كان ذا رأي بوِجْهةِ منْسِم أي : بوجه بيان ، والأصل فيه مَنْسِماً خُفَّ البعير ، وهما كالظُفرين في مُقدّمه بهما يُستبان أثر البعير الضالّ ، ولكلِّ خُفٍّ مَنْسِمان [1] . والنَّسمةُ والنسيم : نفَسُ الريح ، ثمّ سُمّيت بها النفس ، والجمع نسم ، واللّه بارىء النسَم : أي خالق النفوس [2] .
ومنه قال عليّ ( عليه السلام ) « أَمَا والذي فَلَقَ الحَبَّةَ وبَرأَ النَّسَمةَ » [3] .
[ نشأ ] في حديث التميمي عن أبيه قال : كنّا عند رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فنشأت سحابة فقالوا : « يا رسول اللّه هذه سحابة ناشئة . . » الحديث [4] .
النشأة : نشأ الشيء نَشْأً ، من باب نفع ، حدث وتجدّد ، وأنشأته ، أحدثته ، والاسم النشأة [5] . ومن هذا جاء حديث عليّ ( عليه السلام ) عن الملائكة : « وأَنْشَأَهُم عَلَى صُور مُخْتَلِفات » [6] . ونشأتُ في بني فلان نشئاً : ربيتُ فيهم ، والاسم النُّشءُ مثل قفل [7] . قال الخليل : والناشىء : الشاب ، يقال : فتى ناشىء ، ولم أسمع هذا النعت في الجارية [8] .
وسحابة ناشئة : أوّل ماينشأ من السحاب ويرتفع . ونشأ السحابُ نشْأً ونُشوءاً : ارتفع وبدا . وفي الحديث : « كان إذا رأى ناشِئاً في أُفق السماء » أي سحاباً لم يتكامل اجتماعه واصطحابه . ومنه نشأ الصبيّ يَنْشأ ، فهو ناشىء ، إذا كبر وشبَّ ولم يتكامل [1] .
ومن هذا حديث عليّ ( عليه السلام ) : « ونَاشِئَةِ الغُيومِ ومُتَلاَحِمِهَا » [2] . ومنه جاء قوله تعالى : ( وهو الّذي يُريكُم البَرْقَ خَوْفاً وطمَعاً ويُنْشِىءُ السَّحَابَ الثِّقَال ) [3] .
وفي حديث خديجة ( عليها السلام ) « دخَلتْ عليها مُسْتنشِئةٌ من مُولَّدات قريش » . المستنشئة : الكاهنة ، وتُروى بالهمز وغير الهمز . يقال : هو يستنشىء الأخبار : أي يبحث عنها ويتطلَّبُها ، وقيل : هو من الإنشاء : الابتداء . والكاهنة