في المنام استقي بيدي من قليب . يقال : نزع بيده إذا استقى بدَلو عُلِّق فيها الرِّشاء . وجمل نزوع يُنزع عليه الماءُ من البئر وحده [1] . ومنه جاءت الاستعارة في حديث عليّ ( عليه السلام ) : « وكلّت النَزَعَةُ بأشطان الرّكي » [2] . والمنزعةُ : رأسُ البئر الذي يُنزَعُ عليه . والمَنْزَعَة : القوسُ الفَجواء : ونزع في القوس يَنزِعُ نَزْعاً : مدَّ بالوتَر ، وقيل : جذب الوتر بالسهم . والنَّزعةُ : الرُّماة ، واحدهم نازعٌ [3] . ومنه المثل « عاد السَّهْمُ إلى النَّزَعةِ » . أي : رجع الحقُّ إلى أهله . والنَّزعةُ : الرُّماة ، من نزع في قوسه ، أي : رمى ، فإذا قالوا : عاد الرَّمي على النَّزَعة ، كان المعنى عاد عاقبة الظلم على الظالم ، ويكنى بها عن الهزيمة تقع على القوم [4] .
ونازعتُ الرجلَ في الأمر منازعةً ونِزاعاً ، إذا جادلته . والنَّزعُ : عَلَزُ الموتِ . والعَلز : الحركة المتداركة المؤلمة عند حضوره . والنَّزعُ : نَزْعُك الشيء حتّى يباينه ، نزعته أنزِعه نَزْعاً ، ونَزَعَ الرجلُ في قوسه ، إذا جذب الوتر بالسهم ، وانتزع للصيد سهماً فرماه به [5] . ومن هذا استعار عليّ ( عليه السلام ) لوساوس الشيطان ومكائده بقوله : « فَلَعَمْري لَقَدْ فَوَّقَ لَكُم سَهْمَ الوَعِيدِ ، وأغْرَق إليكُم بالنَّزْعِ الشَّديد ، ورَمَاكُم من مَكَان قَرِيب » [6] . وجاء قوله ( عليه السلام ) اقتباساً من قوله تعالى : ( والنَّازِعَاتِ غَرْقاً ) [1] . وغرْقاً : أي غرقت نفسه في صدره [2] . وأغرق في الشيء إغراقاً ، إذا جاوز الحدّ فيه ، وأصله من النزع في السهم حتّى يخرجه عن كبد القوس [3] .
[ نزغ ] في حديث عليّ ( عليه السلام ) عن العصبيّة وأحقاد الجاهلية : « فَإنَّما تِلْكَ الحَمِيَّةُ تكُونُ في المُسْلِم مِنْ خَطَراتِ الشَّيْطَانِ ونَخَواتِه ونَزغاتِه ونَفَثَاتِه » [4] .
النَّزْغ : دخولٌ في أمر لإفساده [5] . ونَزَغ الشيطانُ في قلبه ، إذا ألقى فيه سوءاً [6] . وكتاب علي ( عليه السلام ) إلى زياد بن أبيه عن استلحاقه بأبي سفيان بقوله : « وَقَدْ كان مِن