رمقته [1] . وفي أسماء اللّه تعالى « البصير » وهو الذي يشاهد الأشياء كلّها ظاهرها وخافيها بغير جارحة ، والبصر في حقّه عبارة عن الصفة التي ينكشف بها كمال نعوت المُبصرات [2] . قال الصدوق : والبصير معناه إذا كانت المبصرات كان لها مُبْصراً ، ولذلك جاز أن يقال : لم يزل بصيراً ، ولم يجز أن يقال : لم يزل مُبْصراً ، لأنّه يتعدّى إلى مبصر ويوجب وجوده [3] . والبصير من الأضداد ، يقال للبصير والأعمى [4] ، وَيكْنُون الضرير أبا بصير تفاؤلاً [5] .
وقد استُعير البصر لحسن الاعتقاد وصواب الرؤية وسدادها في حديث عليّ ( عليه السلام ) : « قَدْ بُصِّرْتُم إنْ أَبْصَرْتُمْ » [6] . وفلان حَسَنُ البصيرة ، إذا كان مُسْتَبصِراً في دينه .
والبصيرة : قطعةٌ من الدم تستدير على الأرض أو على الثوب كالتُرس الصغير . وبُصر كلِّ شيء : جلده الظاهر . وثوب ذو بُصْر ، إذا كان غليظاً وثبجاً .
والبَصْرةُ : حِجارة رِخوة ، وبه سُمّيت البصرة ، لأنّ أرضها التي بين العقيق وأعلى المِرْبَد كذلك ، وهو الموضع الذي يُسمّى الحزيز . قال الشاعر :
تَداعَيْن باسم الشِّيب في متثلِّم * جوانبُه من بَصْرة وسِلامِ السِّلام : جمع سَلِمَة ، وهي الحجارة . ومن هذا أُخذ « استلمتُ الحَجَر » .
والسَّلَمَة ، بالفتح : ضربٌ من الشجر ، والجمع سَلَم [1] . وبُصرى موضع بالشام [2] .
وفي حديث النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) : « إذا دخل البَصرُ فلا إذن » . المراد أنَّ من استأذن على بيت فولج فيه بصره قبل أن يَلِج فيه بدنه فقد بطل إذنه ، لأنّ الإذن إنّما يكون من قبل أن يقع البصر على ما يشتمل عليه البيت [3] . وكنى عليّ ( عليه السلام ) عن أهل الضلالة من أتباع معاوية ، والذين يلبسون الحق بالباطل بقوله : « الكُمْه الأبصار » [4] .
[ بصص ] في حديث عليّ ( عليه السلام ) في وصف الطاووس : « وقَلَّ صِبْغٌ إلاّ وقَدْ أَخَذَ مِنْهُ بقِسْط ، وعَلاَهُ بِكَثْرةِ صِقَالِهِ وَبَرِيقِه ،