ويعسوب يفعول من العَسْب وهو الضراب [1] . ومنه قوله ( صلى الله عليه وآله ) في عليّ ( عليه السلام ) : « علي يعسوب المؤمنين » [2] . وفي حديث عليّ ( عليه السلام ) حين مرّ بعبد الرحمن بن عَتّاب بن أسيد مقتولاً يوم الجمل فقال : « هذا يعسوب قريش » . قال الأصمعي : اليعسوب فحل النحل وسيّدها ، فشبّهه في قريش بالفحل في النحل . وحديثه الآخر ( عليه السلام ) حين ذكر الفتن قال : « فإذا كان ذلك ضرب يعسوب الدين بذنبه فيجتمعون إليه كما يجتمع قَزَعُ الخريف » . قال الأصمعي : يريد بقوله : « يعسوب الدين » أنّه سيّد الناس في الدين يومئذ . وقوله : « قزع الخريف » يعني قطع السحاب التي تكون في الخريف ، وكذلك القزع في غير هذا هي القِطع أيضاً . ومنه القزع التي تكون في رؤوس الصبيان ، وهو أن يُحلق رأس الصبي فيترك منه مواضع [3] . واليعسوب اسم فرس سيّدنا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) [4] . والعسيب : عسيب النخّل ، وهو السّعْف قبل أن ييبس ، ولا يُسمّى عسيباً حتّى يُجْرَد عنه الخوْص . وعسيب الفرس فقار ذَنبه التي عليها منابت الهُلْب ، والهلب : شعر الذَّنب . وكان الأصمعي يقول : العسيب فقرة من فِقَر الظهر ، فبذاك يُستدل على شدّة متن الفرس أن يتمطّى الرجل في عسيبه فيجتذ به [1] . واستعير منه لضعف الإسلام وعودته غريباً في حديث عليّ ( عليه السلام ) مشيراً لصاحب الأمر ( عليه السلام ) : « فَهُوَ مُغْتَرِبٌ إذا اغْتَرَب الإسلامُ ، وضَرَب بِعَسِيب ذَنَبهِ ، وأَلْصَقَ الأَرْضَ بِجِرِانِه » [2] . قال ابن ميثم : كنّى بذلك عن ضعفه وقلّة نفعه فإنّ البعير أقلّ ما يكون نفعه حال بروكه [3] .
[ عسجد ] في حديث عليّ ( عليه السلام ) في وصف الطاووس : « وإذا تَصَفحَّتَ شَعْرةً مِنْ شَعَراتِ قَصَبِه أرَتْكَ حُمْرَةً وَرْدِيّةً ، وتَارَةً خُضرة زَبَرجَدِيَّةٌ ، وأَحْيَانَاً صُفْرةً عَسْجَدِيّةً » [4] .
العسجد : الذهب ، وقيل : هو اسم جامع للجوهر كلّه من الدرِّ والياقوت .