( لا يَعْزُبُ عنه مِثْقالُ ذَرّة ) [1] . أي لا يغيب .
ومنه حديث أم مَعْبَد : « والشاءُ عازب حِيَال » . عازب : أي بعيدة المرعى لا تأوي إلى المنزل في الليل . والحيال : جمع حائل ، وهي التي لم تحمل [2] . وباعتبار البعد عن النقمة جاءت الاستعارة في حديث عليّ ( عليه السلام ) : « فَمَنْ أَخَذَ بالتَّقْوى عَزَبَتْ عَنْه الشَّدَائِدُ بَعْدَ دُنُوّها » [3] .
[ عزز ] في حديث عليّ ( عليه السلام ) بعد التحكيم في صفّين : « ما أنتُمِ بِوَثِيقَة يُعْلَقُ بها ، ولا زَوَافِرِ عِزٍّ يُعْتَصَمُ إِلَيْها » [4] .
العزّة : يقال : عزّ الرجلُ عِزّا بالكسر ، وعَزازةً ، بالفتح : قَوِي بعد ذلّة [5] . والزوافر جمع زافرة ، وهي خاصّة الرجل [6] . وعَزَّ الشيء عِزّاً وعزازةً تعذّر وقلّ فلا يكاد يوجد . والشيء عَظُم [7] . ومن هذا جاء حديث عليّ ( عليه السلام ) : « فإنَّ كَثْرَةُ الإطْرَاءِ تُحْدِثُ الزَّهْوَ ، وتُدنِي مِن العِزَّةِ » [8] . وكلّ شيء صَلُب فقد استعزَّ ، وبه سُمّي العَزَازُ من الأرضِ ، وهو الطين الصُلْب الذي لا يبلغ أن يكون حجارة [9] . وسيلٌ عِزٌّ : غالبٌ [10] . ومنه المثل السائر « من عزَّ بزَّ » . أي من قَهَر سَلَبَ ( 11 ) . وباعتبار الغلبة للّه في العزّ قال عليّ ( عليه السلام ) في التوحيد : « قَاهِرُ مَنْ عَازّه » ( 12 ) .
[ عزف ] في حديث عليّ ( عليه السلام ) في صفة الجنّة : « فَلَوْ رَمَيْتَ بِبَصَر قَلْبِكَ نَحْوَ مَا يُوصَفُ لَكَ مِنْهَا لَعَزفَتْ نَفْسُك عن بَدَائِع ما أُخرِجَ إلى الدُّنيا مِنْ شَهَواتِها ولَذَّاتِها » [1] .
العُزُوف : يقال : عَزفت نفسي عن الشيء تعْزِف وتَعْزُف عَزفاً وعُزوفاً : تركته بعد إعجابها وزهدت فيه وانصرفت عنه . ورجل عَزوفٌ عن اللهو ، إذا لم يشْتهه ، وعزوف عن النساء ، إذا لم يصبُ إليهنَّ . والعزيف : صوت الرمال إذا هبّت بها الرياح . وعزفُ الرياح :